يخلع نعليه، ويحث خطاه، يصوب نظره شطر وادي الأقداس، مدينة من دخلها كان آمنا.. تطالعه الجدران وتلوح أليه القبة البيضاء، فيخفق حبا قلبه الواله، ويلهج بالولاء لسانه..
اللهم إني قد وقفت عند بابك، ووجهك الذي منه تؤتى، باب حطة من دخله كان آمنا..
لا شك ان وَقْع مصاب واقعة الطف على الامام زين العابدين عليه السلام لا يعد كمثله مصاب، ولا أستبعد ان تكون الرواية التي ذكرها ابن طاووس في (فرحة الغري 2/57) التي تذهب الى اعتزال الامام في خيمة خارج المدينة لكي ينفرد بعبادته واحزانه قريبة الى الواقع...
أنجبت النجف الأشرف أبناء بررة، رسموا على صفحات الزمن آثاراً خالدة عصية على النسيان، تجدّدها ذاكرة الزمان، اتخذوا من الإخلاص سبيلا لسموّ العمل بنفاذ بصيرة، وعظيم أجر، ودوام المنفعة للأجيال القادمة
والحاج صالح ابن الشيخ محمد سعيد الصائغ الجوهرجي...
للدعاء شروط ومؤهلات تؤثر في استجابته، ومن أهمها إخلاص النية ومراعاة الزمان والمكان، والوعد الإلهي الصادق باستجابة الدعاء خصوصا عند الحاجة والاضطرار فقال تعالى: (أمَّنْ يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء..)(سورة النمل:24).
ان الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) في يوم واقعة الطف بكربلاء، صنع حدثاً استثنائياً خارج السياقات التقليدية للزمان والمكان عبر التاريخ، ولأنه الحسين (عليه السلام)، فقد أدرك ان العالم قبل "الطف" لكي يكون ذاته بعدها، فملامح المدرسة الحسينية...
في قاموس أهل المعنى حيث ذوبان الإنية والأنانية وأخواتها لا تجد في قلوبهم إلا الحب والعشق هي نقطة الإتصال المركزة والفعالة فمن هنا (( عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم )) نهج البلاغة ....
عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) مخاطباً جدّه الإمام الحسين (سلام الله عليه): (وضمَّنَ -أي الله تعالى- الأرضَ ومَن عليها دمَك وثارَك)(1) ماذا تعني هذه العبارة؟
سمعتُ من أحد العلماء يروي عن الإمام الصادق (ع) روايةً مفادُها أنَّ الإمام يلومُ زوَّار الحسين (ع) الذين يتَّخذون من المآكل والمشارب ما لذَّ منها وطاب عند زيارتِهم للحسين (ع) فهو (ع) ينصحُهم بتركِ ذلك ويأمرُهم بالاقتصار على اللبن والخبز، فهل حقًّا يُك
السُباب واللعن غيرُ لائقين بالمؤمن، فما معنى الإصرار على قراءة زيارة عاشوراء وتصحيحها وتقديسها وهي متضمِّنة للعن الصريح، فهل أمرَ أهلُ البيت (ع) شيعتَهم بهذا اللعن في الوقت الذي قال فيه أمير المؤمنين (ع) لأصحابه: "إني أكرهُ لكم أنْ تكونوا سبَّابينَ
شفقنا العراق- فلسفة زيارة الإمام الحسين، لها أبعاد روحية مختلفة، ومطردة، الغرض والهدف منها: أن تعيش الحسين ، لذلك إذا أنت وقفت على قبره، وتلوت كلمات الزيارة، تحاول أن تعيش أجواء الحسين..
من يتصفح كتاب كامل الزّيارات لمؤلفه أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، فإن قلبه يحنُّ ويتشوَّق لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وبصورة لا إرادية تدمع عينه حزناً، وذلك من منطلق كلمة الإمام الحسين...
القرآن الكريم ذكر أن الوجود على نوعين: وجود غطائي ووجود وجهي، الوجود الغطائي هو عبارة عن عالم المادة، من يعيش في عالم المادة يعيش غطاء يحجب عنه رؤية العوالم الأخرى، يمنعه اكتشاف العوالم الأخرى، والقرآن الكريم يشير إلى هذا الوجود الغطائي...