المقالات
القسم الولائي
بركات زيارة الإمام الحسين والاستثمار الأفضل لها
شفقنا العراق-كم هي بركات زيارة الإمام الحسين التي يجنيها زائر الحسين عليه السلام، بهذا الصدد وردت عدة أحاديث تفصّل لنا الأجر والثواب والبركات التي تنتظر زائر الحسين.
من يتصفح كتاب كامل الزّيارات لمؤلفه أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، فإن قلبه يحنُّ ويتشوَّق لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وبصورة لا إرادية تدمع عينه حزناً، وذلك من منطلق كلمة الإمام الحسين (لا يذكرني مؤمنٌ إلاّ اسْتَعبَرَ).
وكثيرة هي الروايات التي تحثُّ على زيارة الإمام الحسين عليه السلام فقد ورد عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال:” لو أنَّ أحدكم حجّ دَهْره، ثمّ لم يَزُرِ الحسين بن عليِّ لكان تاركاً حقّا مِن حقوق الله وحقوق رَسول الله صلى الله عليه واله لأنَّ حقَّ الحسين فَرِيضة مِن اللهِ، واجبةٌ على كلِّ مسلم”.
ضرورة معرفة الإمام الحسين
من أساسيات الزيارة هي أن تعرف الإمام الحسين عليه السلام حق معرفته، فقد ورد في كتاب كامل الزيارات هذا الحديث: “عن أبي الحسن الماضي قال: مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر”.
فالإمام الحسين عليه السلام هو باب الله، وهو وسيلة الرحمة الإلهية، وهو الصراط المستقيم الذي ندعو الله يومياً أن يهدينا إليه.
فأن تعرف الإمام الحسين عليه السلام بأنّه ابن أمير المؤمنين الإمام عليّ وابن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، وأنّه سبط الرسول صلى الله عليه واله وشهيد كربلاء، وغريب الغرباء، فتلك معرفة جيدة، لكنها لا تقع في الدرجة الأولى من درجات المعرفة، فمن أراد السموّ إلى الدرجات العلا والثواب الأكبر عليه أن يعرف الإمام الحسين عليه السلام حقّ المعرفة.
بركات زيارة الإمام الحسين
كم هي بركات زيارة الإمام الحسين التي يجنيها زائر الحسين عليه السلام، بهذا الصدد وردت عدة أحاديث تفصّل لنا الأجر والثواب والبركات التي تنتظر زائر الحسين منها ان هذه الزيارة:
تزيد في العمر والرزق: “عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام، فإن اتيانه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل”.
غفران الذنوب: وفي حديث عن محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدَّهَان، عن أبي عبدالله عليه السلام “قال: إنّ الرّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج مِن أهله بكلّ خُطْوة مغفرةٌ مِن ذُنوبه، ثمّ لم يزلْ يقدَّس بكلِّ خطوة حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله عزَّ وجَلَّ فقال: عبدي سَلني اُعطك، اُدعني اُجبك، اُطلب مني اُعطك، سَلني حاجتك اقضها لك، قال: وقال أبو عبدالله عليه السلام” وحقٌّ على الله أن يعطى ما بَذَل.”
تفرج الهموم: وعنه، عن عبدالله بن نَهيك، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن سَلَمة صاحب السّابريِّ، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ «قال: سمعت أبا عبداللهC يقول: إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروبٌ إلاّ نفّس الله كُربته، وقضى حاجته، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ [يوم] قبض شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زارَه شيّعوه إلى مأمنه، ومَن مرض عادوه، ومَن مات اتّبعوا جنازته».
التهيؤ لزيارة الإمام الحسين أولاً
عن أبي عبدالله عليه السلام قال”: إذا أردت زيارة الإمام الحسين عليه السلام فزره وأنتَ كَئيبٌ حَزين مَكروبٌ، شُعثاً مغبراً جائعاً عَطْشاناً، فإنَّ الحسين قُتِلَ حَزيناً مَكروباً شُعثاً مُغْبراً جائعاً عَطْشاناً، وسَلْه الحوائج وانصرف عنه، ولا تتّخِذْه وَطَناً”.
فأنت لست ذاهباً لرحلة سياحية، بل هي رحلة فيها كل معاني الإيمان والتقوى، لذا يلزم أن تتهيأ لمثل هذه الرحلة، وأن تكون على أفضل صورة من الخشوع والإيمان، وطهارة القلب، حتى تدخل الحرم الشريف وأنت على أتمّ الاستعداد لاستقبال تلك النفحات الإيمانية.
وعي الزيارة
عندما تزور الإمام الحسين عليه السلام فاعلم أن هذه الزيارة تحمل الكثير من كنوز العلم والمعرفة والعقائد الحقَّة والأخلاق الحسنة والسلوك الطيّب ومعاني الولاء الصادق؛ لذلك لابد من التمعُّن في مفردات الزيارة والتفقه في معانيها وأبعادها المختلفة.
والمؤمن عندما يردِّد كلمات وعبارات هذه الزيارة الشريفة، فإنه لم يزر الإمام الحسين فحسب، وإنما يجدِّد العهد والبيعة والوفاء والفداء مع الإمام الحسين..
ومن الزيارة يتزوَّد المؤمن بالزّاد الرّوحيّ والإيماني، الّذي يحصِّله الفرد على مستواه التربويّ والتعبويّ والنّفسيّ.
فالزّيارة إذاً هي مظهر تواصل وتفاعل بين الزّائر ومن يُزار، وفرصة لتعميق الصّلة مع كلّ مضامين الرّسالة التي يحملها.
زيارة الأربعين… رسالة التحدي
إن زيارة الأربعين تحمل المضامين العالية التي أراد أهل البيت ب إيصالها إلى الأمّة لبثِّ المعرفة والوعي بين أفرادها، وليعلن الزائر فيها عن استعداده لنصرة قضيّة سيد الشهداء عليه السلام.
إن من يتأمل في هذه الحشود المليونية والتي تقدر بـ 20 مليون زائر سيقرأ العديد من الرسائل:
-إن المشاركين في زيارة الأربعين اليوم قدموا من كل ارجاء العالم ليعبروا عن وقفة ورسالة سلمية وهدف تختزل رسالة سيد الشهداء في تحدي الطغاة والظالمين والإرهاب والإرهابيين في كل زمان ومكان.
-أن هذه الزيارة هي خير وسيلة لحلّ مشاكل مجتمعات المؤمنين، لأنها تزوّدهم بجرعاتٍ من الوعي وحسّ المسؤوليَّة.
يقول السيد المدرسي إنّ هذه المسيرات هي نفحة من نفحات الرحمن، وعلينا التعرّض لها والانتفاع منها بأكبر قدر ممكن في العبور الى شاطئ السلام، حيث نجد الخير في الدنيا والفلاح في الاخرة. إنها حقاً مصباح هدىً يشعُّ من مرقد سيد الشهداء، وإنها حقاً سفينة النجاة لكل غارق في الذنوب، ولكل مبتلٍ بالمعضلات.
الاستثمار الأفضل للزيارة
إنَّ هذه الزيارة أريد لها أن تكون مدرسةً عقائديةً وتربويةً وأخلاقيةً، فحريٌ بنا أن نأخذ منها هذه الكنوز وننهل من معينها، من خلال البرامج التوعوية الهادفة.
ثم لتكن هذه الزيارة فرصةً لعقد العديد من المؤتمرات والجلسات الحوارية التي من شأنها أن تسهم في بناء الأمة، ومعالجة قضاياها المصيرية.
كما وأنه من المناسب أن يساهم الزوار في بناء ومعالجة نقاط الضعف في مدينة كربلاء، والمساهمة في البرامج التنموية، والمؤسسات الخدمية. ولتكن لكل زائر بصمة إيجابية ومساهمة فاعلة في إحدى المؤسسات الاجتماعية، وهذا العمل من مصاديق نصرة الإمام الحسين عليه السلام..
وهكذا علينا أن نحوّل قضية عاشوراء (زيارة الأربعين) إلى طاقة حضارية تهدم وتبني؛ تهدم كل باطل وكل فساد وانحراف، وتبني مدنية وارفة الظلال راسخة القواعد، وهذا ما نحن اليوم بحاجة إليه، إننا بحاجة ماسّة إلى هدم أسس الفساد وكذلك إلى بناء حضارتنا العادلة؛ بإذن الله تعالى.
رضي العسيف/مركز الاعلام الدولي
اكثر قراءة