إنه الإمام الذي تفخر باسمه الأئمة، والإنسان الذي تخشع لذكره الإنسانية, ولم يزل ولا يزال منذ أربعة عشر قرناً ملتقى النفوس ومهوى الأفئدة، فهو كالبحر من أين تأتيه ترد, ولا يزداد مع تعاقب الأزمان والأجيال إلا جلالاً وجمالاً...
إنه الإمام الذي أشاد من سجنه قبلة للقلوب, ومن صلاته معراجاً إلى السماء, إنه ابن من بدد سُحب الكفر ببرق ذي الفقار، وابن من لم يقرّ للظالمين حتى زلزلت صرخته عروشهم وقوّضت جبروتهم (هيهات منا الذلة), إنه سليل النبوة, ووريث الامامة الذي عانق القرآن...
إذا أمكنَ أن يُؤطّر عمرُ الشمسِ بمدى نهارٍ واحد بـ أشرقت وغربت فيمكن أن نحصرَ عمرَ فاطمةٍ بـ ولدتْ وتوفيت
فكما لا تموت الشمس، ولا تهرم، ولا تنمحي وهي تتسلل بأشعتها في تضاريس الكون فكذلك اسم فاطمة وصوت فاطمة، وذكر فاطمة يتغلغلُ في تخومِ التاريخ..
المنهج هو الطريق الذي يسلكها الباحث وصولاً إلى غايته، وقد تنوعت مناهج دراسة الصورة الشعرية تبعاً لمصادر المعرفة، فهناك تناول تقليدي يعمل على تتبع الأوجه البلاغية في النصوص عن طريق تركيبها وتصنيفها...
الحديث عن الامام الكاظم (ع) متعدد الجوانب، متشعب الأغراض, خاض فيه الباحثون والكتاب كثيراً، فكانوا كمن يغترف غرفة من بحر، أو يحصي حبات الرمل في القفر, فمناقبه أجل من أن توصف أو تحصى، وقد اعترف بها القريب والبعيد، والموالي والمعادي...
حظيَ شعر المديح النبوي بمكانة متميّزة في الشعر العربي لما فيه من دعوة إلى التحلّي بالأخلاق العظيمة والاقتداء بالفضائل الحميدة التي كان يتحلّى بها سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله) وقد اقترن الشعر العربي بالدين الحنيف منذ أن صدح النبي الأكرم بالدعوة
(لو لمْ يخلقِ الله علياً لما كان لفاطمةٍ كفؤا).. إنه القول الأمثل لهذا الارتباط المقدّس
انتقلت فاطمة من بيتِ أحبِّ الناسِ إلى قلبِها إلى بيتِ أحبِّ الناسِ إلى أبيها وكانت ــ هي ــ أحبُّ الناسِ إليهِما, وها هما حبيبا محمد يجتمعانِ في بيتٍ واحدٍ...
ما إن بويع أمير المؤمنين بالخلافة حتى انفتحت جبهات ضد حكومته قادها النفعيون والإنتهازيون الذين فقدوا في ليلة وضحاها كل ما يملكون, فلم تكن الثورة التي انتهت بمقتل الخليفة الثالث تمثل اتجاهاً واحداً يمكن أن يُشار إليه، بل كانت ثورة عارمة...
ظل الشعر الحسيني قيثارة الوجد النابضة بقدسية الموقف النبيل وموال المشاعر المتدفقة في شرايين التاريخ المنصف، ينز حنينه كلما مست كف الظلم والجبروت ظهر الإنسانية، أو لوى العنت عنق الحقيقة إذ لما يزل الحسين (عليه السلام) رمزاً قدسياً...
اسم أوجز كل معاني السماء والقيم العليا التي جاء بها الأنبياء رمز لكل مبادئ الحق والخير والصلاح جسّد أرفع معنى وأقدس غاية للإنسان والإنسانية في تحقيق المبدأ والعقيدة والخير ومقارعة الفساد والظلم والطغيان حتى نال بذلك الشهادة فكان أعظم ثائر ...
لعل أول محور من المحاور الموضوعية التي دارت عليها (طفِّيِّات) صالح الكواز الحلي وكان عنصراً بارزاً فيها هو الحسين (عليه السلام) ومصرعه على أرض الطف ، وما مثله من قيم دينية وخلقية مقدسة ، وما أضفى عليه من وصف لشجاعته وكرمه وظمئه في ذلك اليوم العصيب...
إن الجرائم الوحشية التي ارتكبها الوهابيون بحق الإسلام والمسلمين تجلّ عن الحصر وتفوق الوصف، وإن البدع والضلالات والأباطيل التي جاؤوا بها شوّهت صورة الإسلام النقية، وقد طالت هذه الجرائم والأباطيل جميع المسلمين بدون استثناء...
يكتنز الأدب العربي شعراً ونثراً بالكثير من الاتجاهات والتيارات والمشارب الفكرية والثقافية المتنوعة، مما جعله يتميز على سائر آداب الأمم، ومن هذه الاتجاهات التي أخذت منه رقعة واسعة هو الاتجاه الإسلامي، ولعل المتأمل يجد كمَّاً هائلاً من الدراسات الأدبية
الرأي الذي تبنّاه أغلب المؤرخين من أن المأمون زوّج الإمام الجواد (ع) من ابنته حباً به وإكراماً له وتعظيماً لقدره وجلالته يدعو إلى الوقوف عنده والشك فيه, فرغم اعتراف المأمون في أكثر من موضع وقول على فضل الإمام على كل الناس وعلمه (ع) الذي فاق العلماء
ضمّ نهج البلاغة بين دفتيه، ما لم يحوه كتاب سوى كتاب الله العزيز، من الأمور التي ترسم للإنسان علاقته مع ربه ومع نفسه ومع المجتمع, كما رسم هذا النهج العظيم العلاقات بين كل شرائح المجتمع المختلفة، والتي تكوّن بمجموعها المنظومة الاجتماعية النموذجية..
شكّلت قضية الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهاده مع ثلة من صحبه الكرام موقفاً مؤثراً في الفكر والثقافة والفن... إذ صارت هذه القضية مصدر إلهام إبداعي توافرت فيه المعاني العالية للموقف الإنساني الذي جسّده الإمام في رفضه للظلم والفساد...