المقالات
قسم القرآن الكريم
قراءة في تراث السيد الخوئي البيان في تفسير القرآن أنموذجاً
المطالع لتراث السيد أبو القاسم الخوئي في الاصول والفقه والتفسير والرجال يجده صاحب نظريات خاصة به وإبداعات لم يسبقه له أحد من علمائنا رحمهم الله.
فعلى مستوى الأصول تبرز نظرية التعهد في تفسير العلاقة بين اللفظ والمعنى، ونظرية قبح العقاب، وغيرها من النظريات الأخرى.
وعلى مستوى الفقه نجد بعض المسائل التي خالف بها المشهور ومنها جواز الزواج الدائم من الكتابية، وغيرها من المسائل.
وعلى مستوى الرجال فيعد معجمه فتح ومعين يغني طالب العلم والفقيه في تتبع أحوال الرواة، فقد رتبه بطريقة تحل كثير من الاشكالية والتي سنعرض لها في مقال مستقل إن شاء الله.
لو رجعنا لعنوان المقال وقبل أن نستعرض اهم إبداعات السيد في هذا الكتاب، لابد من الاشارة إلى ان هذا الكتاب يُعد الجزء الأول والأخير لتفسيره الذي فسر فيه سورة الفاتحة سبقها بمقدمة طويلة تجاوزت ثلثي الكتاب، هذه المقدمة اليوم بحسب استقراء الباحث هي أفضل ما كُتب في علوم القرآن، وهي بمثابة البحث الخارج في علوم القرآن لما في من عمق وتأصيل لأهم مسائل العلم، وكم تمنيت أن يشتمل على جميع مباحث علوم القرآن وليس على بعضها.
كان همه الأول في مسائل علوم القرآن الدفاع عن القرآن وصيانته من التحريف ورفض اللوازم التي أُستند عليها في توليد الشبهات نحو: الأحرف السبعة، وجمع المصحف بعد عصر الرسول ص، وغيرها.
والكلام في ذلك طويل ولابد من إلماحه لأهم مكامن الابداع في هذا الكتاب:
سع السيد رحمه الله من دائرة المعجزة لتشمل دعوى صاحب المنصب الإلهي (النبي والإمام)، فتكليم الحجر للإمام السجاد لاثبات إمامته معجزة وليست كرامة.
اقش الآيات التي أُدعي وجود النسخ فيها وأثبت أنه تقييد أو تخصيص أو إستثناء ولم تثبت عنده آية منسوخة إلا آية النجوى.
فرق بين النسخ في الاصطلاح القرآني والنسخ في الاصطلاح الاصولي، فهو يرى أنه في الاصطلاح القرآني اعم يشمل التشريعات والتكوينات فيدخل البداء في دائرة النسخ، ولم يقصره على الأحكام فقط.
رى أن القراءات القرآنية محض إجتهاد من قبل القراء بعد مناقشة مستفيضة للأقوال في تواتر القراءات.
أوصد الباب بوجه كل الطاعنين بسلامة القرآن من التحريف بمناقشته لجذور إشكالياتهم ونسفها من الأساس.
والمقام يطول في سرد ملامح الإبداع في كتاب البيان، ونكتفي بهذا القدر مع الإعتذار عن عدم ذكر جميعها خشية الإطالة.
رحم الله السيد الخوئي ونفعنا بآثاره.
اكثر قراءة