akdak

المقالات

قسم الرجال والحديث

الشاعر الشيخ عبد الحسين الواسطي

281

حيدر رزاق شمران

تميز الشاعر الشيخ عبد الحسين الواسطي  بالشاعرية ورقة الأحاسيس وحسن الاسلوب الشعري وكان يوصف بقوة الديباجة ورصانة السبك ولقد لقي شعره اعجابا من قبل ادباء عصره حيث كان اديبا يمتاز ببساطة المفردة في صياغة الصورة الشعرية التي كان يرسمها بتلقائية وعفوية.

ولادته ونشأته:
هو الشيخ عبد الحسين بن قاعد الواسطي الشهير بالحياوي نسبة الى منطقة الحي في مدينة الكوت وهو من العلماء الكبار والشعراء المرموقين والأدباء المعروفين.
ولد في سنة 1295هـ ونشأ في مدينة النجف الاشرف متدرجا في الدراسة العلمية وحاضرا على علماء عصره البارزين.
يقول عنه الشيخ الخاقاني في موسوعته شعراء الغري في الجزء الخامس صفحة 200 : والحياوي عالم معروف في النجف والحي ومشهور بالفضل والأدب الرفيع وله مكانة سامية في الأندية الأدبية له قصص معروف فيها مع أعلام الأدب ومشايخه أمثال الشبيبي الشيخ جواد والهندي وأعلام كاشف الغطاء وقد برع في معرفة بعض العلوم الغريبة كما توسع في الوقوف على كثير من كتب الهندسة والهيئة القديمة ومعرفة الأفلاك مما كان غير مألوف عند طلاب العرب.

شهادة معاصريه:
ذكر شاعرنا الشيخ النقدي في الروض النضير صفحة 258 قائلا : له في الفضل مكان شامخ وفي المجد قدم راسخ وفي الأدب بنات أفكار تحمر خدود الورد خجلا من أنفاسها وتهتز غصون الروض طربا بنشرها ولد بالحي الذي هو قطعة من واسط العراق نشأ في النجف وهو اليوم يتردد بين المحلين مرتدٍ برداء الفضل والكمال في سن يناهز الأربعين له شعر يستلب الألباب ويبهر العقول.
وذكره صاحب الحصون في جزئه التاسع صفحة 320 قائلا : عالم فاضل سمت همته إلى كسب الفضائل فهاجر إلى النجف وعكف على الاشتغال بتحصيل الفقه والأصول وله إلمام بباقي العلوم وأديب أريب وشاعر بارع حسن المحاضرة حلو المذاكرة حسن السيرة صافي السريرة يذهب في بعض السنة إلى قريته لتحصيل معيشته ثم يعود الى النجف ولنا معه صحبة.

وفاته:
توفي الشيخ عبد الحسين الواسطي في الحي في رجب من عام 1345 هـ ونقل جثمانه إلى مدينة النجف الاشرف حيث مثواه الأخير وقد كان لرحيله صدى واسع في أجواء المدينتين.

لهفي عليه..
ومن قصيدة له يستنهض بها الإمام الحجة ابن الحسن أرواحنا له الفداء اخترنا منها هذه الأبيات..

يا كالئ الدين الحنيف               والأمن من خطر الظروف ِ
ومجلّياً داجي الظلام                بنور رشدٍ منه موف ِ
بك يرتجى ضعف القوي             وقوة العاني الضعيف ِ
أترى تقرّ على الهوان                وأنت من شُمِّ الأنوفِ
وترى حقوقك في يدي              قوم ٍ على وثنٍ عكوف
والدين كوكب رشده                 الدري آذنَ بالخسوف
فأجلو بطلعتك المنيرة               للورى ظلم السدوف
وأملأ بصاعقة الضبا                  وجه البسيطة بالرجيف
واترك خيول الله تعطف              بالذميل على الوجيف
بجحاجح ٍ تزن الجبال                الشم في اليوم المخوف
والحظْ بنيك بعطفةٍ                   أفلستَ خير أبٍ عطوف
حنت إليك حنين ذي                 إلفٍ على فقد الأليف
أفلا علمتَ وأنت اعلم               ما جرى يوم الطفوف
حيث الحسين دريّةٌ                  للسمهرية والسيوف
جاءت تزفّ اميةٌ                       والغدر منها بالرفيف
حشدت عليه جحافلا                غصّتْ بهنّ لُهى الشنوف
رامت بأن ينقاد طوعَ                 إرادة العلج العسوف
هيهات اخطأ ظنها                    في ذروة المجد المنيف
فسطا عليها راجعا                   في كل مقدامٍ زحوف
وقفوا بها فاستوقفوا                 الأفلاك في ذاك الوقوف
حتى دعا داعي العلى              لنعيم فردوسِ وريف
خفّوا وهم هضب الجبال            لنيل دانية القطوف
لهفي عليه وطفله                   بيديه ما بين الصفوف
لهفي عليه مدى المدى            لو كان يجديني لهيفي

إن شئتَ عزّاً خذ بمنهج مسلم ٍ
ومن قصيدة له في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام) اخترنا منها هذه الابيات..

لو لم يكن لك من ضباك قوادمُ         ما حلّقت للعز فيك عزائمُ
يبني الفتى بالذل دار معيشة         والذل للمجد المؤثل هادمُ
إن شئتَ عزّاً خذ بمنهج مسلم       من قد نمته للمكارم هاشمُ
شهمٌ أبى إلا الحفائظ شيمة          فنحى العلى والمكرمات سلالم
فمضى يماضي عزمه مستقبلا       أمرا به ينبو الحسام الصارم
لقد اصطفاه السبط عنه نائبا          وحسام حقٍ للشفا هو حاسم
فأتى ليثبت سنة الهادي على       علنٍ وتمحى في هداه مظالم
أبدت له عصب الضلالة حبها          والكل للشحنا عليه كاتم
قد بايعته ومذ أتى شيطانها          خفّت إليه وجمعها متزاحم
والهفتاه لمسلمٍ يرمى من الـ        ـقصر المشوم وليس يحنو راحم
ويجرّ في الاسواق جهراً جسم من تنميه للشرف الصراح ضراغم
قد هدّ مقتله الحسين فأسبل الـ    عبرات وهو لدى الملمة كاظم

نشرت في الولاية العدد 92