akdak

المقالات

قسم الصحافة والإعلام والسينما

الصحافة الالكترونية

632

مسلم الموسوي

تشكل تقنيات الاتصال الحديثة الأهمية البالغة في الثورة التي تشهدها وسائل الإعلام الجماهيري في الوقت الراهن، ويعود الفضل إلى هذه التكنولوجيا في حالة التزاوج التي شهدتها الوسائل الإعلامية لأول مرة في التأريخ الإنساني بين الوسائل المطبوعة والوسائل المسموعة والمرئية، الأمر الذي انعكس على شكل الاتصال ومحتواه وأساليب إنتاجه، وتمثلت هذه الثورة في أنها مكّنت الأشخاص والمؤسسات والدول من إرسال واستقبال المعلومات عبر أي مسافة وفي أي مكان.

وقد شهدت صناعة الصحافة في العالم في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي تطوراً كبيراً في جميع المجالات المادية والفنية. ففي إطار المنافسة الشديدة التي تعرض لها من وسائل الإعلام الالكترونية (الإذاعة المسموعة والإذاعة المرئية) كان على الصحافة أن تتبنى طرقاً جديدة من الإنتاج والتوزيع حتى تحافظ على مكانتها باعتبارها وسيلة إعلام جماهيرية وذات تأثير كبير في الأفراد والمجتمعات.
فبسبب تطور الحاسب الآلي والمخرج الملائم للصحافة توسعت في استخدامه لتطوير طرق إنتاجها وتوزيعها وبالإضافة إلى ظهور الانترنت كشبكة وتزايد أهميتها صحفياً ففي الآونة الأخيرة تصاعدت مكانة الصحف التي تعتمد عليها وبرزت مسميات جديدة من بينها (الصحافة الالكترونية والصحافة الرقمية) حيث أحدث الانترنت تغييراً كبيراً في مفهوم تلقي المعلومات والمعارف وكذلك في العمل الصحفي بحيث لم تعد الصحّف تهتم فقط بإصدار صحف مطبوعة بل أصبحت تسعى إلى ارتياد أسلوب جديد تسمح بنقل الأخبار والمعلومات. فنحن نعيش اليوم في مجتمع المعلومات المتمثل في الثورة الرقمية التي نتج عنها متغيرات هيكيلة ، فالثورة الرقمية للمعلومات الالكترونية بدأت ولن تتوقف وسوف تقود العالم إلى الاقتصاد المبني على المعرفة والإبداع كمورد أساسي للتنمية في المستقبل وهذا جعل الانترنت بمثابة تحد جديد للصحافة من حيث الممارسة والمفاهيم.
تعريف الصحافة الالكترونية
ان من الصعب الوصول إلى تعريف جامع إلى الصحافة الالكترونية حيث تعددت تعاريف الباحثين وأساتذة الإعلام لهذا الوسيط الصحافي الجديد بسبب اختلاف السمات والوظائف والجنس الإعلامي بين أنماط الصحافة الالكترونية بحسب درجة وأبعاد توظيفها للحاسبات إلى جانب درجة استفادتها من التقنيات الأخرى المتسعة والمتطورة في مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية والأقمار الصناعية والاتصالات الرقمية وشبكة الانترنت وتقنيات التصوير الفائق والوسائط المتعددة وأنظمة الورق والحبر الالكتروني وتقنيات التصوير الفوتوغرافي المتناهية الصغر.
فقد قام عدد من الباحثين بمحاولة تحديد مفهوم الصحافة الالكترونيةومنهم الاستاذ رضا عبد الواجد اذ يقول: هي وسيلة من وسائل متعددة الوسائط تنشر فيها الأخبار والمقالات وكافة الفنون الصحفية عبر شبكة المعلومات الدولية الانترنت بشكل دوري وبرقم متسلسل باستخدام تقنيات عرض النصوص والرسوم والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية وتصل إلى القارئ من خلال شاشة الحاسب الآلي سواء كان لها أصل مطبوع أم كانت صحيفة الكترونية خالصة.
أنواع الصحف الالكترونية
هناك نوعان من الصحف على شبكة الانترنت:
1-
الصحف الالكترونية الكاملة : On-line News Paper.
وهي صحف قائمة بذاتها وإن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية ويمتاز هذا النوع من الصحف الالكترونية أنه :
أ‌.تقديم نفس الخدمات الإعلامية والصحفية التي تقدمها الصحيفة الورقية من أخبار وتقارير وأحداث وصور وغيرها.
ب‌.تقديم خدمات صحفية وإعلامية إضافية لا تستطيع الصحيفة الورقية تقديمها وتعطيها الطبيعة الخاصة بشبكة الانترنت وتكنولوجيا النص الفائق Hyper Text مثل خدمات البحث داخل الصحيفة أو في شبكة الويب.
جـ. تقديم خدمات الوسائط المتعددة Multimedia النصية والصوتية.
2-
النسخ الالكترونية من الصحف الورقية : ونعني بها مواقع الصحف الورقية على الشبكة والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية مع بعض الخدمات المتصلة بالصحيفة الورقية مثل خدمة الاشتراك في الصحيفة الورقية.
وهناك أنواع أخرى للصحافة الالكترونية باعتبارها بلد الصحيفة وهي على النحو الآتي.
1-
صحف عربية تصدر من دول عربية مثل السياسة الكويتية والرياض السعودية وغيرها.
2-
صحف عربية تصدر خارج الوطن العربي مثل الحياة والشرق الأوسط تصدران بالعربية من لندن.
3-
صحف أجنبية وهي كثيرة جداً منها نيويورك تايمز وواشنطن بوست وغيرها.
4-
أما الصحف الأردنية التي تبث عبر الانترنت من داخل الأردن فهناك المواقع التي لها إصدارات ورقية مثل الرأي والدستور والغد والعرب اليوم والجوردان تايمز.
وقد قسم فارس المهداوي الصحف الالكترونية تبعاً لمدى استقلاليتها أو تبعيتها لمؤسسات إعلامية قائمة والتي أسماها (المواقع الإعلامية التكميلية)
1-
النشر الصحفي الموازي : وفيه يكون النشر الالكتروني موازياً للنشر المطبوع بحيث تكون الصحيفة الالكترونية عبارة عن نسخة كاملة من الصحيفة المطبوعة باستثناء المواد الإعلانية.
2-
النشر الصحفي الجزئي : وفيه تقوم الصحف المطبوعة بنشر أجزاء من موادها الصحفية عبر الشبكة الالكترونية ويعمد إلى هذا النوع بعض الناشرين بهدف ترويج النسخ المطبوعة من إصداراتهم.
3-
النشر الصحفي الالكتروني الخاص : وفي هذا النوع لا يكون للمادة الصحفية المنشورة الالكترونية أصل مطبوع حيث تظهر الصحيفة بشكل مباشر من خلال النشر عبر الانترنت فقط وهو ما يصدق على الصحف الالكترونية التي تصدر مستقلة على الشبكة في إدارتها وطرق تنفيذها ومثال ذلك صحف إيلاف ، الجريدة وغيرها.
حيث قسم رضا عبد الواجد أنواع الصحف الالكترونية باعتبار نوع التقنية المستخدمة في الموقع وهو ما يعرف بأنماط نقل النص على شبكة الانترنت وتقسم الصحف الالكترونية إلى أربعة أنواع.
1-
الصحف الالكترونية التي تستخدم تقنية الجرافيك التبادلي (الصورة Gif) والذي يتيح نقل صورة شكلية من بعض مواد الصحيفة الورقية إلى موقعها على الانترنت وهي تقنية غير جيدة بالإضافة إلى أنها لا تمكن القارئ من المميزات التفاعلية ومثالها جريدة الشعب المصرية والسياسة الكويتية.
2-
الصحف الالكترونية التي تستخدم تقنية النص المحمول Pdf وهو نمط قريب من النمط السابق ويتيح نقل النصوص والأشكال والصور والرسوم والصفحات كاملة من الصحيفة الورقية إلى موقعها على الشبكة بشكل مطابق تماماً للنسخة الورقية ومثالها جريدة السفير اللبنانية والمدينة السعودية.
3-
الصحف الالكترونية التي تستخدم تقنية النص الفائق HTML وهو النمط الذي يتيح وضع نصوص الصحيفة الالكترونية بشكل مستقل عن نصوص الصحيفة الورقية ويستفيد من إمكانيات الانترنت المتعددة وأهمها الجمع بين النص والصورة والصوت ولقطات الفيديو وإمكانية توافر خدمات البحث والأرشيف ونسخ النصوص.
4-
صحف الكترونية تجمع بين نمط النص الفائق والنمط المحمول للافادة من مزايا النظامين حيث النص الفائق يوفر الميزات التفاعلية وعرض الموضوع من خلال الوسائط المتعددة ومثال على هذا النوع صحيفة المستقبل والنهار اللبنانيتين.

نشرت في الولاية العدد 84