المقالات
قسم الصحافة والإعلام والسينما
الصحافة الالكترونية تهدد الصحافة الورقية
تعرف(الصحافة الالكترونية) بأنها وسيلة من الوسائل المتعددة الوسائط
تنشر فيها الأخبار والمقالات والفنون الصحفية كافة عبر شبكة
المعلومات(الانترنت) بشكل دوري باستخدام تقنيات عرض النصوص والرسوم
والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية، وتصل إلى القارئ من خلال
شاشة الحاسب سواء كان لها أصل ورقي أم كانت صحيفة الكترونية
خالصة.
أما
الصحافة الورقية فهي إصدار يحتوي على أخبار ومعلومات وإعلانات تطبع
على ورق يكون في العادة زهيد الثمن، ويمكن أن تكون الصحيفة
الالكترونية عامة أو متخصصة، وقد تصدر يوميا أو اسبوعيا، في حين
يمكن للمجلة الورقية أن تصدر اسبوعيا أو شهرياً أو فصليا أو غير
ذلك، وتختلف المجلة عن الجريدة في نوعية الورق ووجود الغلاف
والأحجام المختلفة.
تشكل تقنيات الاتصال الحديثة أهمية بالغة في الثورة التي تشهدها
وسائل الإعلام الجماهيري في الوقت الحاضر، إذ يعود الفضل إلى هذه
التكنولوجيا في حالة المزاوجة التي شهدتها الوسائل الإعلامية لأول
مرة في التاريخ الإنساني بين الوسائل المقروءة والوسائل المسموعة
والمرئية، الامر الذي انعكس على شكل الاتصال ومحتواه وأساليب
انتاجه، وتمثلت هذه الثورة بأنها مكّنت الاشخاص والمؤسسات والدول من
ارسال واستقبال المعلومات عبر أي مسافة وفي أي
مكان.
تطورات
النشر الالكتروني وتطبيقاتها في
الصحافة
عندما
تفجرت ثورة المعلومات في أواسط القرن العشرين بدأت ثورة جديدة تعتمد
أساساً على الكمبيوتر لتدخل إلى عالم وسائل الاتصال، وكان بعض
الناشرين مترددين في مواكبة الثورة التقنية في حقبة الستينات، ولعل
السبب في ذلك يرجع -إلى حد ما- إلى التغييرات السريعة المتلاحقة
وارتفاع كلفة اقتناء المعدات الحديثة، وترجع المحاولات الخاصة
بالخروج من أسر النمط التقليدي في الإنتاج الصحفي إلى حقبة
السبعينات، إذ كانت الأبحاث تجري لتوسيع استخدام الأنظمة
الالكترونية لتتضمن طرقاً أفضل لمعالجة الإعلانات المبوبة من خلال
تنسيق الإعلانات وإخراج الصفحات الكاملة مهما كان مضمونها، وقامت
صحيفة (كرونيكل تريبيون) باستخدام أول كمبيوتر لأعداد
الإعلانات.
ويمكن
القول ان مجالات تجميع المواد الصحفية والإعلانية وإعداد الصور
والأشكال التوضيحية في مرحلة ما قبل الطبع قد تم وضعها تحت التحكم
الكامل من خلال تطوير نظم الكترونية في مرحلة ما قبل الطبع، وتتيح
مثل هذه النظم مرونة آلية في عملية إخراج الصفحات الكاملة سواء
العادية (التي بالأبيض والأسود) أو الملونة من أجل تحقيق مزايا
إضافية للناشرين، وكانت الجهود تبذل للوصول إلى أنظمة الكترونية
حديثة ومنخفضة الكلفة في الوقت ذاته، ومن هنا كانت البدايات الأولى
للنشر المكتبي عام 1984م، إذ ظهر الحاسب الآلي الشخصي من نوع (آبل
ماكنتوش) وظهرت أول طابعة تعمل بأشعة الليزر، وقد ساعد ذلك على
توطيد أنظمة النشر الالكتروني في أماكن متعددة وتطويرها فيما
بعد.
الانترنت يهدد مستقبل الصحافة المطبوعة
أدى
الانصراف النسبي عن قراءة الصحف الورقية من ناحية ورغبة هذه الصحف
ذاتها من الناحية الأخرى في متابعة أداء رسالتها على الوجه الأكمل
إلى أن تصدر بعضها(طبعات) رقمية على الشبكة العنكبوتية(الانترنت)
لنشر محتوياتها من أخبار ومعلومات أخرى على أوسع نطاق ممكن، بقصد
الانفتاح على جماهير جديدة من القراء الذين قد لا تكون لهم معرفة
كافية بتلك الجرائد أو سياساتها واتجاهاتها الفكرية، عسى أن يساعد
ذلك على عودة معدلات توزيع الجرائد(الورقية) إلى الارتقاء مرة أخرى،
ولكن يبدو أن ذلك الهدف لم يتحقق بالقدر الذي كانت ترجوه تلك الصحف،
وقد شاع في التسعينات جو من التشاؤم حول مستقبل صناعة الصحافة نتيجة
لانتشار استخدام الانترنت بكل ما يتميز به من سرعة فائقة في نشر
الأخبار أولا بأول، وبعد أن عرفت الإعلانات أيضاً طريقها إليه ساد
حينئذ الاعتقاد بأنه مع بداية القرن الحادي والعشرين سوف تكتسح
الصحافة الالكترونية الصحافة الورقية أو الجرائد
المطبوعة.
التنافس بين الصحافة الورقية
والالكترونية:
فرضت
الصحافة الالكترونية واقعاً إعلامياً جديداً بكل المقاييس، إذ
انتقلت إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار واختراق الأنظمة
المكانية والزمنية كافة والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية
والمحتوى الإعلامي لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول الى الجميع
وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة
على الفضاء الالكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو
فوارق.
إن
الصحيفة الالكترونية التي يتزايد حضورها ويتسع كل يوم على صعيد
العالم تفرض نمطاً مهنياً جديداً في كل شيء بدءاً من التحرير
وانتهاء بالوصول إلى القارئ ورجع الصدى الصادر عنه، وبالرغم من أن
الصحف التقليدية ما زالت تتسيّد الساحة المهنية وتشهد ذروة ازدهارها
منذ ظهور أول صحيفة قبل عدة قرون، إلا أن كل ذلك لم يمنع التساؤل
الملحّ حول إمكانية صمود الصحف التقليدية المطبوعة في وجه الصحافة
الالكترونية التي تبدو أكثر قدرة على التعبير عن متطلبات المستقبل
وإمكانياته.
الصحافة الالكترونية تربح
الرهان:
وهكذا
تتضح لنا أهمية الصحافة الإلكترونية التي أسست لنفسها مكانة مهمة في
الساحة الإعلامية العربية والعالمية، منافسة بذلك الصحافة الورقية،
ويرشح العديد من المتتبعين والمهتمين هذا النوع الجديد من الصحافة
والخبر الإلكترونيين إلى المزيد من الانتشار والاهتمام في مجتمعاتنا
العربية وبخاصة لدى فئة الشباب التي نجحت الصحافة الإلكترونية في
التواصل معها – وهي الفئة التي كانت تنعت دائما بأنها الأقل اهتماما
بالقراءة- لتصبح أكثر إدراكا و إحاطة بما يجري حولها في العالم,
وهذه إحدى الإيجابيات التي تحتسب للصحافة
الإلكترونية.
اكثر قراءة