من يفكر ان يكون متميزا تفكيره هذا يدل على الجدية والمثابرة واثبات الذات وهذا امر ايجابي جدا حيث يساهم بشكل كبير في صناعة التغيير وصقل الشخصية ، والمسلم الحقيقي هو من يخطط ويرتب وينظم لان ديننا الاسلامي دين التنظيم فالشريعة المقدسة نظمت كل شي ء فنلاحظ مثلا كيف نظمت حياة الفرد فقننت له كل اموره ابتداءا بالطهارة وانتهاءا بالمعاملات فنظمت علاقته مع نفسه ونظمت علاقته مع خالقه ومع المجتمع لهذا نرى المسلم الحقيقي منظما ناجحا متميزا اذا ما التزم بكل ما امرته الشريعة فعليه من اراد التميز عليه ان ينظم اموره.

تقسيم وترتيب:
اول الامور التي ينبغي على الفرد مراعاتها هي تقسيم الوقت وتحديد الاولويات فبعد ان يقسم اوقاته ويوزع اعماله ومهامه الاولى فالاولى يبدأ بالتحرك حسب تقسيماته مثلا الطالب الجامعي يجعل نصب عينيه اهدافه لسنه كامله ثم يتحرك على خطة شهرية معدة كي يضمن بأن لا شيء سيفوته وتبعا لهذه الخطة الشهرية يضع خطته الاسبوعية يبدأ بجذول الحصص والمحاضرات ثم الى واجبته تجاه اسرته ومجتمعه وكيف يوازن بين كل هذه الواجبات وفي كل يوم يسجل في دفتر ملاحظات الامور التي انجزها وكيف يحافظ على هذا الانجاز والامور التي فاتته وكيف يعوضها ويتدارك هذا التقصير ودائما ضع علامة حول الأعمال المنجزة وكافئ نفسك لانها الطريقة التي تجعلك تحس بإنجازك.

توزيع الجهد والوقت:
الذي ينشد النجاح والتمييز عادة ما يبذل جهد مساوي لانجاز المشاريع الهامة التي يخطط لها اما بالنسبة للمهام الفرعية فيكفي مايضمن تنفيذها ولو بشكل يسير لأن الاصرار على عمل كل المهام بشكل مثالي هي اسهل طريقة لإضاعة الوقت وبالتالي يؤدي الى افلات زمام الامور وهذا احد اهم عوامل الفشل فيجب تجنبها وتحديد الوقت والمهمة التي يجب ان تنجز مع مراعاة المزاج لان الشخص المتعكر المزاج لا يؤدي ما عليه كما يجب فعليه يجب مراعاة النفسية والمزاج عند اداء المهام وخاصة فيما يتعلق بالدراسة لأن الدراسة تحتاج استعداد وتقبل للمادة الدراسية كي يتم الاستيعاب والفهم وهذا امر جدا مهم على الطالب ان يراعيها.

الاستعانة بأصحاب الخبرة:
ان الاستعانة بالآخرين من الامور الايجابية فمن استشار الناس شاركهم عقوله هكذا يقولون فمن يقدم على امر معين ويواجه صعوبة وعرقله عليه ان يستعين بمن لديهم خبرة ودراية لان الشخص الذي لديه تجارب يكزن عبارة عن مجموعة من الخبرات التي اكتسبها من خلال تجاربه التي خاضها عبر سنوات حياته فاستشارة الاخرين من الامور التي تصنع النجاح فهي تتقن العمل، فطلب المساعدة من الاخرين احيانا يكون له دور كبير في ازالة كثير من الاعباء ويجب طلب المساندة ممن نثق بهم اذا اعتقدنا ان بإمكانهم القيام بشيء ما بشكل اكثر فاعلية وانجازا.

مكافأة وتشجيع:
من الامور التي تساهم في صنع العزم والمواصلة التشجيع والمكافأة فعلى الشخص الذي يحقق شيء مكافأة نفسه عن طريقة اعطاء فرصة ترفيهيه لنفس كالذهاب لمكان ترغب ان تتواجد فيه فهذه الامور ايجابية وتولد داخل النفس دافع للإنجاز والمواصلة بل لإتقان العمل اكثر وهذا امر مجرب وينصح به الخبراء في هذا المجال فهو يضيف راحة نفسية واطمئنان فالعوامل المشجعة لها اثر كبير على شخصية الفرد ويشعر الانسان بتميزه وقيمة انجازه.

صنع العلاقات الطيبة:
الانسان كما يقول علماء النفس عبارة عن مجموعة من الصفات العقلية والانفعالية والاجتماعية وتظهر هذه الصفات في الانسان عندما يتعامل مع الاخرين ، فلا خير في انسان يرى عدم وجود سلبيات لديه وهو منعزل عن المجتمع بل الخير كل الخير فيمن يختلط مع افراد المجتمع وتظهر صفاته الايجابية لان الشخصية الايجابية اكثر تفاعل مع المجتمع واكثر انجاز فمن اراد ان يقيس ايجابياته عليه ان يرى اولا كيف يتعامل مع الاخرين لأننا نعلم ان المجتمع مختلف وهناك فروق بين الافراد فمن يجيد التعامل مع الجميع حتما هذا انسان مميز وهذا قياس اخر لنسبة التميز في الانسان.

اصل التميز:
ان الاساس لتميز الانسان هو علاقة الانسان بخالقة ان علاقة الانسان بربه تجعله يرقى الى اعلى المراتب فأساس التميز ان يحسن الانسان علاقته بخالقة فعلى هذا الامر تترتب امور كثيرة اهمها التوفيق والتسديد فالإنسان الذي يسدده الله حتما هذا هو المتميز فعلا ، كل الامور يجب مراعاتها لكن اهمها الارتباط بالله تعالى فمن ينشد النجاح والتميز فينفذ ما امر الله به ويبتعد عن الامور التي نهى الله عنها ويجعل اتصاله بالله فوق كل اعتبار فالمميز حقا والناجح من فاز برضا الله تعالى.