المقالات
القسم العام
البث المباشر عبر الإنترنت: سلاح داعش الدعائي الجديد
باتت تطبيقات البث المباشر عبر الإنترنت أداة دعائية جديدة للإرهابين، حيث أثار استخدام العروسي عبالة لتطبيق "فيس بوك لايف" لبث جريمة قتله لشرطي فرنسي ورفيقته على الهواء مباشرة تساؤلات عديدة حول المخاطر الأمنية التي قد تشكلها تطبيقات البث المباشر عبر الإنترنت. فكيف يمكن للأجهزة الأمنية مواجهة التقنيات الحديثة التي قد تصبح أداة في يد المتطرفين؟، وبالفعل أصبحت تطبيقات البث المباشر عبر الإنترنت مثل "فيس بوك لايف" و"يوتيوب" و"تويتر بريسكوب" تشكل هاجسا أمنيا جديدا يؤرق السلطات الحاكمة في العديد من الدول. فهي تتيح لمستخدميها إمكانية عرض فعاليات على الهواء مباشرة ما قد يتناقض مع الدواعي الأمنية في حال احتوى البث المباشر على تهديدات إرهابية.
في حين تطالب الحكومات الشركات المسؤولة عن إطلاق تلك التطبيقات بتزويدها بقاعدة بيانات لمستخدميها ومراقبة تفاعلات المستخدمين عن كثب، يرى خبراء في مجال التكنولوجيا أن إحكام السيطرة على تطبيقات البث المباشر صعب للغاية حيث أنه لا توجد أدوات أوتوماتيكية يمكنها تحديد الفيديوهات التي يتوجب عدم نشرها وإزالتها على الفور. وكل ما يمكن فعله هو حذف تلك المحتويات في وقت لاحق.
مثلا فيسبوك ليست هي الشركة الأولى التي تواجه إساءة استخدام الفيديوهات المباشرة. ففي أبريل نيسان وجهت اتهامات لشابة تبلغ من العمر 18 عاما بعد أن بثت فيديو مباشرا لاغتصاب صديقتها عبر تطبيق بريسكوب التابع لتويتر. وفي مايو أيار صورت شابة في فرنسا لقطات حية وهي تلقي بنفسها تحت عجلات قطار وبثتها عبر بريسكوب.
ولم يرد موقع تويتر على طلبات التعقيب. وقال موقع يوتيوب إن هناك فرقا تابعة له حول العالم تراجع الفيديوهات التي يبلغ عنها على مدار الساعة وإنه سيلغي أي حساب إذا ما وصل إلى قناعة معقولة بأن الشخص المسؤول عنه جزء من جماعة تعتبرها الحكومة الأمريكية "تنظيما إرهابيا أجنبيا".
ويتلقى فيسبوك ملايين البلاغات عن خرق المعايير أسبوعيا وقال إنه يراجع السواد الأعظم منها في غضون 24 ساعة. وأضاف أنه يعمل على توسيع فريق مهمته مراجعة المحتوى المباشر طوال اليوم. ويمكن لفيسبوك وقف البث المباشر الذي ينتهك السياسة وإزالته.
وقال فيسبوك إنه يختبر مراقبة الفيديوهات التي تنتشر بصورة كبيرة أو تتصدر قوائم المشاهدة حتى قبل الإبلاغ عنها. وقد يسمح ذلك للموقع بوقف الفيديوهات المسيئة بسرعة مثلما تفعل الشبكات التلفزيونية.
ومؤخرا بدأت بعض من أكبر المواقع لمشاهدة الشرائط المصورة على الانترنت في استخدام تقنية الآلية التلقائية لحذف المحتويات المتطرفة من مواقعها وذلك حسبما قال شخصان على إطلاع على هذه العملية، وهذه خطوة رئيسية بالنسبة لشركات الانترنت الحريصة على حذف الدعاية التي تتسم بالعنف من مواقعها والتي تواجه ضغوطا للقيام بذلك من الحكومات في شتى أنحاء العالم مع انتشار الهجمات التي يشنها متطرفون من سوريا إلى بلجيكا والولايات المتحدة.
على صعيد ذي صلة، عرضت برمجية جديدة من شأنها مساعدة الاطراف الفاعلين في اوساط الانترنت على رصد المضامين المتطرفة التي تحرض على العنف لا سيما تلك الصادرة عن تنظيم داعش والداعية الى ارتكاب اعتداءات.
الى ذلك أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن بلاده ستقدم مقترحات لمواجهة الرسائل المشفرة التي يستخدمها الجهاديون على نطاق واسع لتخطيط هجمات. وقال كازنوف إنه سيناقش في بادىء الأمر مع نظيره الألماني، مبادرة أوروبية بغية البدء في خطة تحرك عالمية، وتبذل أجهزة المخابرات الفرنسية جهودا مضنية لاعتراض رسائل المتطرفين الإسلاميين الذين يتحولون بشكل متزايد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى خدمات الرسائل المشفرة. ويعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية" من أكبر مستخدمي هذه التطبيقات مثل تلجرام، من جانب آخر دافع البنتاغون عن عدم حجب الإنترنت عن الرقة حيث "يدير الجهاديون العمليات التي تستهدف خصوصا الأمريكيين" بالقول أنه يجب احترام حقوق وامتيازات المواطنين بالوصول إلى الإنترنت.
أثار بث العروسي عبالة قاتل الشرطي الفرنسي ورفيقته تفاصيل الاعتداء مباشرة على الإنترنت باستخدام تطبيق "فيس بوك لايف" الكثير من التساؤلات، وردا على هذا الحادث، أعلن موقع فيس بوك الثلاثاء أنه يتعاون بشكل وثيق مع السلطات الفرنسية في تحقيقها. وأشار بيان موقع التواصل الاجتماعي الذي يحظى بأكثر من مليار ونصف مشترك عبر العالم، أن " الإرهابيين والأفعال الإرهابية ليس لهم مكان على فيس بوك، نحن نعمل على حذف أي محتوى له طابع إرهابي بأسرع ما يمكن"، وتقول المهندسة هناء الرملي الخبيرة في مجال ثقافة الإنترنت في تصريح لفرانس24 إن الشركات المعنية بتلك التطبيقات تعمل بالفعل على إيجاد تطبيقات أكثر أمنا ولكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن.
وردا على التعارض بين حرية البث المباشر وضمان الأمن العام، تقول متحدثة باسم فيس بوك لوكالة رويترز إننا "نفهم وندرك أن هناك تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر بالمحتوى والسلامة في فيديوهات خاصية لايف... إننا ملتزمون بشدة بتعزيز فعالية التعامل مع البلاغات عن انتهاك المحتوى المباشر لمعايير مستخدمينا".
ويقول فيس بوك أنه يتلقى أسبوعيا ملايين البلاغات عن خرق المعايير ويعمل حاليا على زيادة حكم فريق مهمته مراجعة المحتوى المباشر طوال اليوم، حيث يعمل هذا الفريق على وقف البث المباشر لأي محتوى ينتهك المعايير المعمول بها.
ويرى الوالي ولد الداه الخبير في التقنيات الحديثة أن "خطورة التطبيقات الحديثة تكمن في العدد غير المعلوم للأشخاص الذين يتابعون شخصا ما خاصة في حالة البث المباشر، حيث أن المتلقي يحصل على المحتوى بشكل آني، ما يشكل تبادلا غير محكوم للمعلومات"، وحول إمكانية التقليل من أخطار الاستخدام السيء لتطبيقات البث المباشر عبر الإنترنت تقول الرملي: "هناك أماكن معينة وأحداث معينة قد يمنع بها التصوير وبالتالي البث المباشر وغير المباشر، ولكون تطبيقات البث المباشر تشير في الأغلب إلى الموقع الجغرافي بدقة عالية. وبالتالي يمكن تحديده، كما يمكن معرفة ملامح الموقع ومن يتواجد به أو أي معلومات متعلقة به. ومن ثم يمكن الاستفادة من تلك المعلومات وتحليلها وملاحقة الأشخاص المعنيين بها".
وتضيف الرملي أن "تطبيقات البث المباشر يمنع استخدامها في العنف والتطرف، لكن هناك من يخالف الشروط، وهناك من يتلاعب على هذه الشروط بأن يقوم بحشد متابعين له ممن يجدون لديهم نزعة واهتمام لتوجهاته ويدعوهم للتواصل المباشر من خلال تطبيقات المحادثة المتعددة، أو حتى الاتفاق على اللقاء على أرض الواقع".
عرضت برمجية جديدة من شأنها مساعدة الاطراف الفاعلين في اوساط الانترنت على رصد المضامين المتطرفة التي تحرض على العنف لا سيما تلك الصادرة عن تنظيم الدولة الاسلامية والداعية الى ارتكاب اعتداءات.
وتقترح منظمة "مشروع ضد التطرف" غير الحكومية ومقرها في واشنطن استخدام هذه البرمجية بالطريقة نفسها للادوات المشابهة المتوافرة راهنا والتي تسمح برصد المضامين الاباحية المرتبطة بالاطفال على الانترنت وازالتها. بحسب فرانس برس.
وقد طور البرمجية هاني فريد العالم في جامعة دارتمث بتمويل من "مايكروسوفت" خصوصا. وسبق له ان عمل على نظام "فوتو دي ان ايه" الذي يستخدم كثيرا عبر الانترنت لازالة المضامين الاباحية المتعلقة باطفال او صور الاستغلال الجنسي.
وتطلق هذه البرمجية الجديدة في وقت تحاول فيه الجماعات الجهادية القيام بدعاية مكثفة من خلال نشر مضامين عنيفة بهدف تجنيد متطوعين لارتكاب هجمات، واوضح مارك والاس المدير التنفيذي للمنظمة غير الحكومية التي تضم دبلوماسيين اميركيين سابقين واخرين من دول اخرى "نظن ان هذا هو الحل التكنولوجي لمحاربة التطرف عبر الانترنت".
واعتبر والاس ان النظام اذا ما اعتمدته شركات الانترنت، "سيشكل خطوة كبيرة لضمان عدم اجتياح التطرف للانترنت"، وستسمح البرمجية ايضا بمنع بث اشرطة الفيديو التي تظهر عمليات قطع رؤوس او مجازر كتلك الصادرة عن تنظيم الدولة الاسلامية، وقال هاني فريد من جهته ان البرمجية الجديدة ستكون مفيدة خصوصا لمواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المضطرة اليوم الى سحب المحتويات التي تريد التخلص منها، يدويا. بحسب فرانس برس.
واوضح "لقد طورنا اداة تسمح للشركات بفرض احترام قواعد الاستخدام التي تضعها. هي تقوم بذلك الان الا ان العملية شديدة البطء"، وباتت البرمجية في مراحل التطوير الاخيرة وستصبح جاهزة للاستخدام في الاشهر المقبلة، واقترحت المنظمة استحداث هيئة وطنية مستقلة للتبليغ بالمضامين المتطرفة على غرار المركز الذي يعمل على المضامين الاباحية المتعلقة بالاطفال.
أقامت عائلة طالبة من كاليفورنيا قتلت في هجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني دعوى قضائية ضد شركات تويتر وجوجل وفيسبوك قالت فيها إن شركات التواصل الاجتماعي قدمت "دعما ملموسا" لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأقامت عائلة نوهيمي جونزاليس الدعوى أمام محكمة اتحادية في سان فرانسيسكو تطلب فيها إصدار حكم بأن الشركات انتهكت القانون الأمريكي لمكافحة الإرهاب. وتسعى العائلة للحصول على تعويض تركت تقديره للمحكمة، وجاء في أوراق الدعوى "أربع سنوات والمتهمون يعلمون أنهم يسمحون لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي باستخدام شبكاتهم الاجتماعية كأداة لنشر الدعاية المتطرفة وجمع الأموال وتجنيد عناصر جديدة".
وتتهم العائلة الشركات بتقديم "دعم ملموس" مكن التنظيم من تجنيد وتمويل وشن عدة هجمات إرهابية من بينها هجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي التي أودت بحياة 130 شخصا بينهم جونزاليس وهي طالبة في جامعة كاليفورنيا.
ورفضت جوجل -التي أصبحت وحدة تابعة لشركة ألفابت- التعليق على القضية لكنها قالت في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني "لدينا سياسات واضحة تحظر تجنيد الإرهابيين والمحتوى الذي يحض على العنف ونمحو سريعا تسجيلات الفيديو التي تنتهك هذه السياسات عندما يبلغ المستخدمون عن ذلك"، وأضافت "كما نلغي الحسابات التي تديرها منظمات إرهابية أو التي تنتهك سياساتنا بشكل متكرر"، وقالت فيسبوك في بيان أرسل أيضا بالبريد الإلكتروني "ليس هناك مكان للإرهابيين أو المحتوى الذي يروج أو يدعم الإرهاب على فيسبوك ونحن نعمل بشكل جاد على محو مثل هذا المحتوى بأسرع ما يمكننا فور العلم به." وقالت إنها تتواصل مع سلطات إنفاذ القانون حين ترى دليلا على وجود خطر. بحس رويترز.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في تويتر للتعليق على القضية، وجاء في القضية أن الشركات تجاهلت طلبات للحكومة الأمريكية والمواطنين بوقف تقديم خدمات لتنظيم الدولة الإسلامية، وتقول القضية "بدون المتهمين تويتر وفيسبوك وجوجل (يوتيوب) لم يكن لينمو تنظيم الدولة الإسلامية على مدى السنوات القليلة الماضية ليصبح أخطر جماعة إرهابية في العالم"، ورفعت الدعوى القضائية في ذات اليوم الذي قتل فيه رجل أعلن ولاؤه للتنظيم أحد قادة الشرطة في فرنسا وشريكته ثم قام ببث مباشر على فيسبوك لتشجيع الآخرين على اتباع نهجه.
يواجه شخص متهم بأنه قرصان إليكتروني عقوبة السجن مدة تصل إلى 25 عاما، ووجهة محكمة أمريكية اتهامات له بتمرير قائمة تضم أسماء أفراد بالجيش الأمريكي ليد تنظيم الدولة الإسلامية، واعترف الكوسوفي أرديت فيريزي أمام محكمة استماع في ولاية فرجينيا بتهمة تقديم دعم مادي لأعداء أمريكا.
وتصل أقصى عقوبة لتلك "الجريمة" في القانون الأمريكي إلى 20 عاما كما يمكن الحكم عليه بعقوبة السجن 5 سنوات إضافية على خلفية اختراق جهاز كمبيوتر تابع للحكومة الاتحادية وسرقة القائمة، وقالت دانا بوينت، النائب العام الأمريكي في بيان من وزارة العدل : "فيريزي شكل خطرا على حياة ما يزيد على ألف أمريكي".
وقالت الوزارة : "قضية فيريزي هي الأولى من نوعها، وتمثل محورا للإرهاب والتهديدات الإليكترونية الأخرى"، وأضافت أن فيريزي، 21 عاما، سلم قائمة لتنظيم الدولة الإسلامية، ويمكن تعريف ذلك بأنه تحريض للتنظيم على مهاجمة أفراد وردت أسمائهم بها، واستطاع فيريزي اختراق عدد من الخوادم وحصل منها على معلومات بشأن أسماء وعناوين البريد الإليكتروني وكلمات السر ومواقع وأرقام هواتف تخص نحو 1351 شخصا من أفراد الجيش وموظفين فيدراليين.
كما استهدف أجهزة في مكاتب الحكومة الأمريكية وأجهزة كمبيوتر في شركات، واعترف فيريزي، خلال وقائع جلسة المحاكمة، بأنه قد مرر القائمة إلى جنيد حسين، خبير إلكتروني بريطاني منضم لتنظيم الدولة الإسلامية قتل في أغسطس/آب العام الماضي في غارة جوية، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه قال للمحكمة :"لا أعرف لماذا فعلت ذلك فمازلت أسال نفسي لماذا ارتكبت هذا الجرم"، وألقي القبض على فيريزي في ماليزيا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وجرى تسليمه إلى الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن المقرر إصدار الحكم عليه في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، وبعد قضاء عقوبته، سيجري ترحيله إلى كوسوفو وحظر دخوله إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.
أوقف موقع تويتر حساب جماعة منتقمو دلتا النيجر وهي جماعة مسلحة شرعت في تنفيذ سلسلة من الهجمات على منشآت نفطية في نيجيريا خلال الأشهر الماضية ما دفع معدلات إنتاج البلاد من النفط إلى الانخفاض لأدنى مستوياتها منذ 30 عاما.
واستخدمت الجماعة حسابها على تويتر كوسيلتها الرئيسية للتواصل معلنة فيه عن مسؤوليتها عن الهجمات وكمنصة لانتقاد الحكومة النيجيرية، وقالت تويتر في فبراير شباط إنها أوقفت أكثر من 125 ألف حساب له صلة بالإرهاب منذ منتصف عام 2015 معظمها مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية. بحسب رويترز.
وتأخذ العديد من شركات التكنولوجيا خطوات أقوى لمراقبة المحتوى المثير للجدل على شبكة الإنترنت وسط تهديدات من مشرعين لإجبار الشركات على الإبلاغ عن "الأنشطة الإرهابية" على مواقعها لوكالات إنفاذ القانون.
رفض قاض في كاليفورنيا دعوى رفعها اقرباء اميركيين قتلا في هجوم في الاردن، تتهم موقع الرسائل القصيرة تويتر بالعمل كاداة دعائية لتنظيم الدولة الاسلامية، وقال القاضي وليام اوريك عند رد الدعوى ان تويتر لا يؤلف المحتوى الذي يبث وان المجموعة العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي عملت وفقا للقانون، وفي الواقع يحمي القانون المتعلق بالاتصالات "كوميونيكيشن ديسينسي اكت" (دي سي ايه) المنصات معتبرا انه لا يمكن تحميلها مسؤولية الرسائل التي يضعها مستخدمون. بحسب فرانس برس.
ورفعت الدعوى امام المحكمة الفدرالية في كاليفورنيا عائلتا متعهدين كانا يعملان لحساب الحكومة. وافادت الوثائق القضائية انهما قتلا في نهاية العام الماضي عندما كانا يعملان في مركز لتدريب الشرطة تشرف عليه الولايات المتحدة في عمان.
واوضح القاضي ان نقيبا في الشرطة الاردنية يدرس في المركز قتل الرجلين وان تنظيم الدولة الاسلامية تبنى هذا الهجوم وقال في الوقت نفسه ان الشرطي عمل بمفرده لدعم قضية "الجهاديين"، واضاف "على الرغم من هول مقتلهما، لا يمكن اعتبار تويتر بموجب القانون حول الاتصالات ناشرا او ناقلا لخطاب مقيت لتنظيم الدولة الاسلامية". بحسب فرانس برس.
وتتهم الدعوى تويتر بتقديم "دعم مادي" للتنظيم الجهادي، والمح القاضي الى انه بامكان العائلتين تقديم صيغة معدلة من الشكوى، وقتل مدربان اميركيان وآخر من جنوب افريقيا واصيب سبعة اشخاص آخرين في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 اثر قيام ضابط اردني باطلاق النار عليهم في مركز لتدريب الشرطة شرق عمان، قبل ان يقتله عناصر من الشرطة، ووقع الحادث في المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة ويقع على بعد 30 كلم شرق عمان وسبق ان دربت فيه قوات من الشرطة العراقية وقوات الامن الوطني والحرس الرئاسي الفلسطيني خلال السنوات القليلة الماضية، واكد وزير الداخلية الاردني سلامة حماد حينذاك ان هذا الحادث "حادث فردي ليس له اية ارتباطات خارجية".
في ختام اجتماع حكومي بشأن الأمن بالعاصمة الفرنسية باريس، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن مواجهة الرسائل المشفرة التي يستخدمها المتشددون الإسلاميون على نطاق واسع لتخطيط هجمات تحتاج لجهد دولي وإنه يريد من ألمانيا أن تساعده على الترويج لمبادرة عالمية، وأضاف كازنوف إنه سيلتقي مع نظيره الألماني توماس دي مايتسيره في 23 أغسطس/آب في باريس وسيناقش مبادرة أوروبية بغية البدء في خطة تحرك عالمية.
وقال كازنوف "كثير من الرسائل المتعلقة بتنفيذ هجمات إرهابية ترسل باستخدام التشفير إنها قضية محورية في الحرب على الإرهاب"، وأضاف قائلا "فرنسا ستقدم مقترحات. أرسلت عددا منها لنظيري الألماني"، ورفض كازنوف القول إن كانت فرنسا ستطلب أي تقنيات لفك التشفير من الشركات التي تشغل هذه الخدمات.
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية احترامها لحق المدنيين بالوصول إلى الإنترنت، حتى في الرقة في شمال سوريا والموصل في شمال العراق حيث يستخدم تنظيم "الدولة الإسلامية" الشبكة للتخطيط لعملياته، حسبما صرح مسؤول كبير في البنتاغون، وقال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن القومي توماس إتكين في مداخلة أمام الكونغرس "من المهم طبعا منع تنظيم الدولة الإسلامية من الوصول إلى الإنترنت".
وأضاف "لكن يجب أن نحترم أيضا حقوق وامتيازات المواطنين بالوصول إلى الإنترنت... إنه توازن دقيق حتى في الرقة والموصل"، المعقلين الأبرزين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، وكان إتكين يجيب على سؤال من النائبة الجمهورية لولاية أريزونا مارثا ماكسالي حول أسباب "عدم حجب الإنترنت في الرقة" حيث "يدير الجهاديون العمليات التي تستهدف خصوصا الأمريكيين ونمط حياتنا".
وأدلى إتكين ومسؤولان عسكريان آخران بشهاداتهم أمام لجنة تابعة للكونغرس حول التقدم الذي تحرزه مجموعة "سايبركوم" الجديدة، المؤلفة من جنود متخصصين بالحرب المعلوماتية وشبكات الإنترنت. بحسب فرانس برس.
وتحافظ الولايات المتحدة على سرية قدرات هذه المجموعة التي تشكلت في العام 2010، إلا أن مسؤولين في البنتاغون أوضحوا أن الأمر يتعلق بفرض "عزلة افتراضية" على تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال قطع أو رصد اتصالاته على الشبكة.
وقال إتكين إن البنتاغون مستعد لجعل "سيابركوم" قيادة عملانية مستقلة قادرة على القيام بعملياتها الخاصة لحساب الحكومة، في إشارة إلى مدى الأهمية التي يوليها السياسيون الأمريكيون لدور شبكات الإنترنت واعتبارها ساحة معركة بحد ذاتها.
يذكر أن مجلة "شبيغل" الألمانية كانت قد تناولت موضوع الإنترنت في المناطق التي يسيطر علها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، وتساءلت الصحيفة عمن يتيح لتنظيم "الدولة الإسلامية" الاتصال بالإنترنت، فيتيح له بذلك ترويج أشرطة الدعاية والحفاظ على المواقع الداعمة له وتقاسم صور الموت على فيس بوك؟.
يزداد السؤال إلحاحا، علما أن أغلب تجهيزات الاتصالات بالمناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في العراق وسوريا دمرت، فكيف يتمكن التنظيم المتطرف من الاتصال بالشبكة العنكبوتية؟ ترجح مجلة "شبيغل" الألمانية أن المسؤولين قد يكونون أوروبيين وحتى.. فرنسيين.
اكثر قراءة