akdak

المقالات

قسم القرآن الكريم

مـا ينبـغـي علي المعلّم و حامل القرآن فعله

347

الحاج عباس الکعبي

ينبغي للمعلم وخاصّة حامل القرآن مراعاة الاُمور التالية

ينبغي أن يجعل القرآن نصب عينيه في جميع اُموره كي يروع نفسه عن التزحلق في مهاوي الخطايا والآثام

أن يجعله ربيع قلبه، فيتأدّب بآدابه، ويتخلّق بأخلاقه ليتميّز عن سائر الناس من حوله، وممّن لا يقرؤون القرآن ولا يقتربون منه

عليه أن يعمّر بالقرآن ما فسد من قلبه وأن يستعمل التقوى في السرّ والعلن والورع في جميع شؤون حياته العامّة والخاصّة في مأكله، في مشربه، في ملبسه، في معاشرته مع غيره مع الجار والأصدقاء وحتّى مع الغرباء

أن يكون بصيراً بزمانه، وفساد نفسه وأهله، ويحذرهما على دينهما ودنياهما، مهموماً باصلاح ما فسد من أمره، أمر دينه ودنياه، حافظاً للسانه، مميّزاً لكلامه، إذا تكلّم تكلّم بعلم، إذا رأى الكلام صواباً، وإن سكت سكت بعلم إنّ السكوت أصوب

عليه أن يكون قليل الخوض بما لا يعينه، لان لاّ يقع في الغيبة والنميمة، عليه أن يخاف من لسانه أشدّ ممّا يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوّه ويلجمه، ليأمن من شرّه وسوء عاقبته

عليه أن يكره ويترک المزاح خوفاً من السفاهة، أن يكون قليل الضحک وخاصّة فيما يضحک منها الناس لأتفه الأسباب خوفاً من سوء عاقبة الضحک، وإذا ما صادفه ما يضحک فعليه بالابتسام، وان فرح عليه قال حقاً وصدقاً، ممّا يوافق الحق والعقل والضمير «الضحک بلا سبب من قلّة أدب، والبكاء بلا سبب جنون». 

عليه أن يكون باسط الوجه غير عابس طيّب الكلام لا يمدح نفسه بما فيه، للأنه يقع بما ليس فيه من مدح نفسه ذمّها ويحذّر نفسه من الذي تهواه ممّا يسخط الربّ مولاه

لا يغتاب أحداً، ولا يحقرّ أحداً، ولا يسبّ أحداً، أو يهينه أو يشتمه أو يشمت به، لا يبغي على أحد ولا يحسد أحد على ما أنعم الله به عليه، ولا يسيء الظن بأحد حتّى بالذي يستحقّ، فإذا أراد الظنّ عليه أن يظنّ بعلم، وإذا أراد إظهار عيوب فردٍ ما عليه أن يتكلّم بما يستحقّ بعلم حتّى لا يسيء إلى نفسيته، أي إذا أراد أن يتكلّم بما في انسان من عيب، عليه أن يُفهِم ذلک بعلم، أو يسكت عنه أيضاً بعلم، وإن كانت تلک العيوب حقيقة

عليه أن يجعل القرآن والسُّنَّة دليله في كلّ اُموره كي يُرشدانه إلى الخلق الحسن، ممتنعاً عن جميع ما نهيا عنه، وتبعاً كلّ ما أمرا به. يجتهد ليسلم الناس من يده ولسانه لسانک حصانک ان صنته صانک، وان هنته هانک ولا يجهل وان جهل عليه حلم، ولا يظلم وان ظلم عليه عفا، كلّ ذلک يجب أن يكون بعلم أي بتحكيم العقل، ولا ينبغي وان بُغي عليه، أيصبر بعلم، وان يكظم غيظه بعلم، حتّى يرضى ربّه ويغيظ عدوه بعلم {وَآلْكَاظِمِينَ آلْغَيْظَ وَآلْعَافِينَ عَنِ آلنَّاسِ وَآللهُ يُحِبُّ آلُْمحْسِنِينَ} {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ آللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ آلصُّدُورِ} وأن يكون متواضعاً في نفسه، وإذا قيل له الحق أو سمعه من صغير كان أو كبير قبله بكلّ رحابة صدر، قل الحق ولو على نفسک، يطلب من الله تعالى العزّة و إباء النفس {مَن كَانَ يُرِيدُ آلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ آلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ آلْكَلِمُ آلطَّيِّبُ وَآلْعَمَلُ آلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ولا يطلبه من المخلوقين، بعيداً كلّ البعد عن الكبر والطغيان خوفاً على نفسه ودينه

لا يتكلّم إلاّ بالقرآن والسنّة والفقه، ولا ينصح أحداً إلاّ بالقرآن ولا ينهى إلاّ بالقرآن، ولا ينام إلاّ بالقرآن، ولا يستيقظ إلاّ بالقرآن

لا يجعل القرآن سبباً لارتزاقه، ولا يأكل بالقرآن، ولا يسعى إلى أبواب الطغاة والجبابرة والبغاة والملوک، ولا يجالس الأغنياء لأجل غناهم كي يكرموه

لا يلبس لباساً فوق طاقته بما لا يليق به للتفاخر والابهّة، بل يلبس ما يستر عورته، وتستر نفسه، وان وسّع عليه وسّع على نفسه من غير إسراف، وإن أمسک عليه أمسک من غير اقتار، يقنع بالقليل، فيكفيه، والبركة عند الله

ولا ابقى سوى مالٍ وجاهٍ وأهل الله قد قنعوا بكسره 

ويحذّر نفسه من شهوات الدنيا كي لا تطغيه، وعليه أن يتّبع واجبات وارشادات نهى وامر بأمر ونهي القرآن والسنّة

لا يأكل إلاّ بما يكفيه، ولا يسرف في الأكل. قال×: «كل وأنت جائع، قم عن الطعام وأنت جائع» ولا يشرب ولا يأكل إلاّ بعلم، ويلبس بعلم وينام بعلم ويستيقظ بعلم، ويصحب الاخوان بعلم، يتزاور معهم بعلم، يسلم عليهم بعلم، يحادثهم ويحاورهم حتّى ولو كان جاره بعلم

يلزم بنفسه ببرّ والديه يخفض لهما جناح الذلّ، ولا يرفع صوته فوق صوتهم، ولا يتكلّم معهما بصوت أعلي من صوتهما، ويبذل لهما ماله، وان لم يكونا بحاجة فيهما إليه وينظر اليهما بكلّ وقار ورأفة وترحّم ويدعو لهما ربّ العزّة بالبقاء وطول العمر وحسن العاقبة ويرجو لهما من العليّ القدير الرأفة والرحمة. ويرفق بهما عند الكبر ولا يضجرها ولا يحتقرهما ولو بكلمة «اُفّ» الانزجاريّة وان استجارا به فاليجرهما، وان إستعانا به بما يستحقانه من غير معصية الخالق اعانهما، وان طلبا منه أو استعانا به على معصية، فلا يطيعهما ولا يعينهما عليها وعليه، وان ينصحهما بادب وعلم وبتحكيم العقل، ليرجعهما عمّا طلباه، ويتوبا عن قبح ما اراداه فيما يحسن بهما وبمركزهما الابوى فعله

يصل رحمه ويكره القطيعة، وان قُطع لا يقطع، يصحب الناس وخاصّة المؤمنين بعلم، ويجالسهم بعلم وأدب، ويحسن المجالسة عند من جالسه بادب وعلم، حتّى تكون عبرة له كي يجالس الناس بادب

إن اراد تعليم أحد فعليه ما عليه بالرفق به، لا يعنّف من اخطأ ولا يهينه ويخجله ولو فيما بينهما فقط ان يكون رفيقاً في اُموره، صبوراً على تعليم الخير للغير، يتخذ له طريقاً يانس معه المتعلم ويفرح بمجالسته ويستفيد من مجلسه خيراً، ويدلّ غيره للورود عليه، يجعل مجلسه مجلساً قرانياً وان اصيب بمصيبة فالقرآن هو الآخذ بثأره والمؤدّب، لا يظهر الحزن ولا يحزن إلاّ بعلم، وعليه أن يتدبّر ما يقول وما يسمع، ولا يبكي أو يتباكى إلاّ بعلم ولا يضحک أو يبدى فرحاً إلاّ بعلم

وإذا قام إلى الصلاة فليصل بكلّ جوارحه بعلم، أي يعلم ما يقول ومع من يخاطب ويتكلّم ويتدبّر ما يقول ويتفكّر. ويخمّس ويزكّي بكلّ أمانة وإخلاص وبعلم. ويتصدّق في سبيل الله بعلم، ويصوم لله بعلم ويحجّ بيت الله الحرام بعلم و باخلاص، لا للسّمعة والشهرة، ويجاهد في سبيل الله بعلم ويبيع ويشتري باخلاص لا يدخله حرام بعلم، ويكتسب عن طريق مشروع بعلم، وينفق بعلم، وينبسط للامور بكل هدوء بعلم

ينبغي أن يتصفح القرآن كي يؤدب نفسه بآدابه، وأن يجعل القرآن والسنّة والفقه دليله في الحياة وفي كلّ اُموره، وإلى الخير بعلم، وأن يدرس القرآن بحضور قلب وفهم وعقل، همته فهم ما الزمه تعالى من اتباع ما امره، ويأمره تجاه دينه وامنه ومعتقده، واتباع ما يأمر القرآن والانتهاء عمّا ينهاه القرآن بعلم

أخي المسلم: إذا قرأت القرآن لا تكن همّتک ولا تقول متى اختم القرآن؟ بل عليک اَن تقول: متى استغني بالله عن غيره؟ متى أكون من المتّقين؟ متى أكون من المحسنين؟ متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أكون في الدنيا من الزاهدين؟ متى أكون من الراجين؟ متى أكون من الصادقين؟ متى أرغب في الآخرة؟ متى ثمّ متى أتوب من الذنوب؟ ثمّ متى اشكر ربّي سبحانه على نعمه؟ متى اتفقه ما اتلو من القرآن؟ متى اغلب نفسي على ما تهوى؟ متى أجاهد في سبيل الله حقّ جهاده؟ متى احفظ لساني؟ متى اغضّ بصري؟ متى استحيي من ربّي حق الحياء؟ متى اصلح ما فسد من أمري؟ متى اتزوّد ليوم معادي؟ متى أكون عند الله مرضياً؟ متى أكون عنه وعن نعمائه راضياً؟ متى أكون بالله واثقاً؟ متى اشتغل بعيبي؟ متى أكون بزواجر القرآن متّعضاً؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره منشغلاً؟ متى أنصح لله؟ متى أخلص عملي لله؟ متى اتأهب ليوم موتي وقد غيّب عنّي أجلي وساعته؟ 

متى اعمّر قبري لرقدتي؟ متى افكر في موقف المحشر وشدّته؟ متى افكر في خلوتي في قبري؟ متى احذر النار التي حرّها شديد؟ متى افكّر في قصعها البعيد؟ وعمقها الطويل العميق؟ لا يموت أهلها ليستريحوا، ولا تقال عثرتهم فينجوا، ولا ترحم عبرتهم، استجير بالله من طعامها الزقوم، وشرابها الحميم، استجير بالله من كلما نضجت جلودهم بدّلوا بجلودٍ غيرها ليذوقوا العذاب الشديد الأليم بما كانوا يكسبون؟ 

يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن، هذه هي النار التي حذّرها الله تبارک وتعالى المؤمنين في مواضع شتّى من كتابه تذكرة ورحمة منه لهم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا آلَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا آلنَّاسُ وَآلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ آللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} وقال تعالى منبّهاً: {يَاأَيُّهَا آلَّذِينَ آمَنُوا آتَّقُوا آللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَآتَّقُوا آللهَ إِنَّ آللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا آللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلئِکَ هُمُ آلْفَاسِقُونَ * لاَ يَسْتَوِي آصْحَابُ آلنَّارِ وَأَصْحَابُ آلْجَنَّةِ أَصْحَابُ آلْجَنَّةِ هُمُ آلْفَائِزُونَ * لَوْ أَنزَلْنَا هذَا آلْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ آللهَ وَتِلْکَ آلاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. قال الشاعر في هذا الصدد: ايُّها المسلم، ايُّها الانسان، يا حامل القرآن

انت في غفلةٍ وقلبک ساهٍ   

                                 نفذ العمر والذنوب كما هي

جمّة حصلت عليک جميعاً 

                                في كتاب وانت عن ذاک ساهِ

لم تبادر بتوبةٍ منک حتّى  

                              صرت شيخاً وجدک اليوم واهِ 

عجباً منک كيف تضحک جهلاً  

                                 وخطاياک قد بدت يا لاهي

فتفكّر في نفسک اليوم جهداً 

                        واسئل عن نفسک الكرى يا مباهي

وقال آخر

يا مدّعي الحبّ ان كنت تهوانا

                            فانهض إلينا فان الوقت قد حانا

واهجر قراک وخلّ الفرش عاطلةً

                واذكرنا فلا تتناسانا فتنسانا

نحن الذي نتجلّى للمحبّ كما

              يشاء فاسمع وكن للذكر بقضانا

وامدد يديک الى الطاعات تخطبنا

                             واطلب رضانا فعند الضيق تلقانا

لا يشغلنّک عنّا غيرنا فلنا

              حسن الوفاء لمن بالخير وافانا

لِمَ ذا الرقاد الم تعلم بانّ لنا

                       في آخر الليل قبل الفجر احسانا

طوبى لمن بات طول الليل متهجّداً

                                 فيقطع الليل تسبيحاً وقرآنا

وقال آخر

الله الله يا قران في ملأٍ

                          بک استناروا فصاروا اليوم اعلاما

الله الله يا قران ما تليت آيا

                 تک الغرّ إلاّ زدت اعظاما

خذ منه زادک في الدنيا فصحبته

              تغنيک علماً واكراماً والهاما

تلک السماء بروج بنيها شهب

         قدّر ان استطعت ابعاداً واحكاما

والشمس والنجم والاجرام كيف طلعت

                            والأرض تسعفنا ضرعاً وانعاما

فارفع به الصوت فالاملاک تسمعه

                                   والزم تفهم آي الله الزاما

فاقنع به ثروة فالذكر منهله عذب

                     فرات يزيد الفهم افهاما

والفجر انک ناجٍ ان قرأت به

                ما قد تيسّر قرآنا واحكاما 

 

اثر حفظ وقرائة القرآن في صلاح الفرد والمجتمع

قال رسول الله‘: إنّ لله أهل من الناس، قيل من هم يا رسول الله؟ قال‘: أصحاب الليل وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته. نسأل المولى تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصّته

وقال‘: إنّ حملة القرآن العاملين به هم أولياءالله جلّ جلاله اختصّهم تعالى بالحفظ والرعاية ومن فضل هذا القرآن وفضل أهله، انهم تعلو درجاتهم في الجنّة حيث قال‘: «إذا دخل صاحب القرآن الجنّة قيل له اقرأ وارقأ» فانّ منزلته عند آخر آية يقرأها، فإذا فضل حفظ القرآن وقراءته وفضل تعلّمه وتعليمه ظاهر حيث يقول‘: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ويتلون كتابه ويتدارسونه فيما بينهم، إلاّ ونزلت عليه السكينة وغشّتهم الرحمة وحفّت بهم الملائكة وذكّرهم الله فيمن عنده. هذه بعض ما ورد ما قيل في فضل القرآن وفضل حفظه وتلاوته وفضل أهله، ولا يعزب عن بالنا ما رواه الامام علي× عن النبي‘: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» هذه الخيريّة المطلقة تشجع الانسان بان يصرف جلّ وقته دائماً في تعليم القرآن وتعلّمه

فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن وحَملَته

وأمّا ما يتعلّق باثر حفظ وتعلّم وتعليم القرآن بصلاح الفرد والمجتمع يكفينا ان نقف وقفات مع ما جاء عن اخلاق الرسول الأعظم‘ مع وصف الباري جلّ جلاله له حيث يقول: {وَإِنَّکَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ومعنى هذا انّ الرسول‘ كان يتخلّق (باخلاق القرآن) بما في القرآن من اخلاق. فالقرآن هو (كما اخبر تعالى عنه بقوله) {قَدْ جَاءَكُم مِنَ آللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ آللهُ مَنِ آتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ آلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ آلظُّلُمَاتِ إِلَى آلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. 

فصلاح المجتمع يقوم بالدرجة الاُولى على صلاح الفرد، وصلاح الفرد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم النافع والعمل الصالح، كما قال تعالى: {وَآلْعَصْرِ * إِنَّ آلاِْنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ آلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا آلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والقرآن لا شکّ فيه علم كلّ شيء {مَا فَرَّطْنَا فِي آلْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} فيه علم العقائد فيه علم الأخلاق فيه علم السلوک، فيه سعادة الدنيا والآخرة، ومن أراد ان تستقيم حياته وان تضيء جنبات نفسه، وأن يملأ النور قلبه، وان تزكو نفسه ما عليه إلاّ أن يعود إلى كتاب الله حفظاً وتلاوة وتدبيراً وعملاً. وقد قيل: لقد وجدنا علم الناس في أربع مسائل: أن تعرف ربّک، وأن تعرف مإذا أراد منک؟ وأن تعرف نفسک، وان تعرف كيف تخرج من ذنبک، كلّ ذلک في كتاب الله وكلّ أمر طلب إليک ومنک فيما يتعلّق بالعبادات والمعاملات، وكلّ نهى نهاک الله عنه تجده في كتاب الله حيث قال تعالى ملخصاً ذلک: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَکَ وَلاَ تَطْغَوْا} و{إِنَّ آلَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا آللهُ ثُمَّ آسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ آلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ آلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} لانّه غافر الذنب وقابل التوب

عزيزي القارئي: أنا وأنت بشر كلّ منّا يخطأ ويتعرّض للذنوب والمعاصي، فإذا ما تدبّرنا القرآن نجد انّه تعالى قد بيّن كيف نتخلّص من ذنوبنا {قُلْ يَا عِبَادِيَ آلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ آللهَ إِنَّ آللهَ يَغْفِرُ آلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّ آللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَکَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِکَ لِمَن يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ آلْغَفُورُ آلرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ آلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَآتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِن رَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ آلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَي عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ آللهَ وَإِن كُنتُ لَمِنَ آلسَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ آللهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ آلْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى آلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ آلُْمحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْکَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَآسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ آلْكَافِرِينَ} {يَا أَيُّهَا آلَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى آللهَ تَوْبَةً نَصُوحاً}. 

إذاٌ كلّ سفير للسعادة والعيش الرغيد في هذه الحياة الدنيا أنزله تعالى في كتابه، وكلّ سفير نجاة في الآخرة بثّ في كتاب الله، وفي كتاب الله بيان لكلّ شيء، حتى بيان للاداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع ربه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع نفسه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع ابويه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع اخوانه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع جيرانه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع مجتمعه

والآداب التي يجب وينبغي أن يتحلّى به المسلم مع بني جنسه ومع اولى أمره واولى الامر من المسلمين

اخواني: حياة الانسان المسلم كلّها متى ضبطت مع نصوص القرآن والسنّة وسيرة أهل البيت:كانت حياة راشدة صالحة يسعد الناس فيها ويأمنون على أنفسهم وأموالهم واعراضهم وتتحقّق بينهم المودّة والاخوّة التي وصفها الله تعالى يقول: {إِنَّمَا آلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} والتعاون والايثار والفداء كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى آلْبِرِّ وَآلتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى آلاِْثْمِ وَآلْعُدْوَانِ

كلّ ذلک قد تحقّق في كربلاء حيث أوّل من حقّقها هو أبوالفضل العبّاس× حيث حقق فيها بالنسبة للاسلام والقرآن وأخيه الحسين× كلّ معاني الاخاء والايثار والفداء والدفاع عن الدين حيث قال

والله ان قطعتموا يميني إنّي اُحامي أبداً عن ديني

وعن إمام صادق اليقيني   نجل النبيّ الطاهر الأمين

وكلّ تلک المعاني تحقّق زكاة النفس وطهارتها وتؤدي الى احسان الصلة بالله، وتوعوا إلى البرّ بالناس والعطف عليهم والاحسان إليهم وغير ذلک من يجعل الحياة حلوة رضية راضية مرضيّة، كلّ ذلک مكتوب في كتاب الله، وما علينا إلاّ أن نعود إلى كتاب الله كي نحقّق لحياتنا تلک المعاني الصادقة إلى شهادة الله عزّوجلّ لرسوله وأهل بيته وجمع من صحابته، الذين حقّقوا ما أرادوا وفهموا هذا القرآن، وأقاموا حدوده وحروفه وطبقوا أحكامه على أنفسهم وعلى الناس «محمّد رسول الله. . .». 

وهذه خير شهادة اخرى من الله لرسوله وأهل بيته وأصحابه البررة، بأنّهم طبّقوا امر الله تعالى حيث يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِِ رَبِّ آلْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيکَ لَهُ وِبِذلِکَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ آلْمُسْلِمِينَ} طبّقوها حقيقة فكانت حياتهم في ظاهرها ومظهرها حياة مشرقة وفي باطنها والله العالم حياة صالحة لقوله تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِن رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً} فمن ذلک نفهم بأنّ هناک تزكية من الله تعالى لظاهر حياتهم وباطنه وما ذلک إلاّ أنهم تعلّموا معنى ما تلي وما يتلى عليهم من الآيات {وَإِذَا قُرِئَ آلْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وطبّقوا قوله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ آعْبُدَ رَبَّ هذِهِ آلْبَلْدَةِ آلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ آلْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَا آلْقُرْآنَ فَمَنِ آهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ آلْمُنذِرِينَ} ويجنّبوا قوله تعالى: {إِنَّ آلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي آلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ آلْقِيَامَةِ آعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ آلَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ آلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ * مَا يُقَالُ لَکَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِکَ إِنَّ رَبَّکَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٍّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَآلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَميً أُولئِکَ يُنَادَوْنَ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى آلْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّکَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَکٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ * مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّکَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ}. 

إنّ من البرّ بالقرآن أن نعيّره جميع اهتمامنا وسمعنا وفهمنا ولا نغفل عن خصائصه واصالته وقوّته ومرونته وامتيازه، وتفوّقه على سائر الكتب السماويّة الاُخرى التي حرفتها يد الضلال، وبقائه كتاباً سماويّاً صحيحاً غير ملعوب فيه لا بزيادة فيه ولا نقصان {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا آلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ونحن في عصر طغت علينا فيه الحياة الماديّة، وتسلّطت علينا الحضارات الأجنبيّة الغربيّة الفاسدة والالحاديّة وخاصّة الصهيونيّة العالميّة مهدّمة الأديان

فتلاوة القرآن في صحيحها وماهيّتها لغة تتطلّب من كلٍّ من القاري والمستمع أن يكونا واعيين وفاهمين قبل النطق والاستماع لكلمات القرآن المجيد، وبعبارة اُخرى تتطلّب منهما أن يمارسا وظيفة النطق والاستماع التي هما من خاصّة الانسان الذي يميّزه عن الحيوان، وهي ميزة الفهم والادراک

عن الجامع الصغير بسنده عن الامام علي بن أبي طالب× انّه قال: «قال رسول الله‘: عليكم بالقرآن فاتّخذوه إماماً وقائداً فانّه كلام ربّ العزّة الذي هو منه وإليه يعود فآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله» رواه أيضاً ابن شاهين في السنّة وابن مردوية وابن بلال والديلمي

ولذا نجد بأن القرآن يصرّح ويقول: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْکَ آلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} فإذا لم نستمع ولم نصغ ولم ننصت لما يتلى علينا من القرآن الذي ينقل الدارمي في سننه عن عطيّة عن النبي‘ انّه قال: «ما من كلام أعظم عند الله من كلامه وما تقرّب العباد إلى الله كلاماً أحبّ إليه من كلامه». 

وكذلک الدارمي عن ابن عمر عن النبي‘: «القرآن أحبّ إلى الله من السماوات والأرض ومن فيهنّ». 

عن الامام علي بن أبي طالب×: «ومن حقّ الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويعلّمه القرآن» يحفّظه القرآن

عن الامام الحسن المجتبى×: «من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة امّا معجّلة أو مؤجّلة». 

قال رسول الله‘: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وقال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ آلْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لقد حذّر أئمّتنا عليهم ورغّبوا وبيّنوا ما لحامل القرآن من خطر جسيم عند الله جلّ شأنه، لأنّ حملةالقرآن خطرهم جسيم، وينبغي لهم التحلّى بمحاسن الأخلاق والأعراق وفضائله ومكارمه، لأنّهم المعلنون لنداء الله والمجاهرون بتلاوة آيات كتابه والموصلون ذكره إلى الاسماع في كلّ مكان وزمان وعلى رؤوس الأشهاد في عامّة المحافل والنواحي في سائر البلاد

قال رسول الله‘: «حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبسون بنور الله» «يا حملة القرآن تجنّبوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبّاً ويحببكم إلى خلقه» وانّي لأعتقد جازماً بأنّ جملة «حملة القرآن» ليست تخصّ حفّاظ القرآن فحسب بل انّها جملة عامّة تشمل سائر المسلمين لأنّهم أيضاً حملة القرآن ولو قليلاً منه لاداء صلاتهم، ولذا نجد قول الرسول‘ يدفع عن مستمع القرآن شرّ الدنيا وعن تاليه قارئه شر الآخرة ولمستمع آية من كتاب الله خير من ثبير ذهباً، ولتالي آية من كتاب الله خير من تحت العرش إلى تخوم الأرض السفلى، هذا ما جاء في جامع الأخبار وهناک أحاديث كثيرة تشير إلى أن القرآن بما انّه كلام الله عزّوجلّ هو أحبّ عند الله وقارئه وحافظه مقرّب لديه تعالى. ويجب على حامل القرآن أن يتحلّى بصفات تميّزه عن سائر الناس سائر الخلق

قال‘: «إنّ أحقّ الناس بالتخشّع لَحامِل القرآن». 

عن كتاب «الغايات» للشيخ جعفر بن أحمد القمّي قال الامام علي×: «الله الله في القرآن لا يسبقنّكم بالعمل به غيركم». 

وهناک مسؤوليّات حملها الاسلام حامل القرآن قال‘: «يا معشر قرّاء القرآن اتّقوا الله عزّوجلّ فيما حمّلكم من كتابه فانّي مسؤول وأنتم مسؤولون، انّي مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأمّا أنتم فتساءلون عمّا حمّلتم من كتاب الله وسنّتي». 

قيل ان أبا عبدالرحمن السلمي قال: حدّثنا من كان يقرئنا القرآن من الصحابة انّهم كانوا يأخذون من رسول الله‘ عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الاُخر، حتّى يعلّموا ما في هذه من العلم والعلم

ويستفاد من هذا الحديث بأنّه يجب على المسلم أن يتدارس القرآن ويتفقّه فيه

قال‘: «إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظلّ يوم الحرور والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فانّه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان». 

وقال الامام على×: «تعلّموا القرآن فانّه أحسن الحديث وتفقّهوا فيه فانّه ربيع القلوب». 

والامام الصادق× يذهب أبعد من ذلک حيث يروي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد، عن سليم الفرّاء، عن رجل ينقل عن الامام جعفر بن محمّد الصادق× حيث يقول: «ينبغي للؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن أو يكون في تعلّمه». 

وانّ الله تبارک وتعالى لم يخلق الانسان عبثاً ولم يتركه وشأنه فأنزل في كتابه ما يحتاجه هذا الانسان فقال الامام الباقر×: «إنّ الله تعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة إلاّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله وجعل لكلّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه». 

وهذا الامام الصادق× يقول: «إنّ الله أنزل في القرآن تبياناً لكلّ شيء حتّى والله ما ترک شيئاً يحتاج إليه العباد إلاّ بيّنه للنّاس». 

ولكن وللأسف نجد انّ المسلمين عامّة في هذه السنين الأخيرة لا يعيرون للقرآن آية أهميّة، مع علمهم بأنّ الله تبارک وتعالى قد ذمّ الذي لا يعيّرون اهميّة للقرآن في كتابه العزيز: {إِنَّ آلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي آلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ آلْقِيَامَةِ آعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ آلَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ آلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}. 

هذا ما بيّنه القرآن وبيّن جزاء الذين لا يعيّرون للقرآن أهميّة ويؤدّون بأعمالهم الذين كفروا وكذا العزيز الجبّار قد قال أيضاً بعملهم هذا يكون القرآن عليهم عمىٍ: «والذين لا يرفعون بالقرآن في آذانهم وقر وعليهم عمىً» ثمّ يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّکَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ).

.أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام.