akdak

المقالات

القسم الولائي

إحراق خيام الإمام الحسين (عليه السلام)

3993

السيد محمّد كاظم القزويني
لما فرغ القوم من النهب والسلب ، أمر عمر بن سعد بحرق الخيام. فأضرموا الخيم ناراً ، ففررن بنات رسول الله من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء .. وذكر في بعض كتب المقاتل : أن زينب الكبرى (عليها السلام) أقبلت إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) وقالت : يا بقية الماضين وثمال الباقين! قد أضرموا النار في مضاربنا فما رأيك فينا؟ فقال (عليه السلام) : عليكن بالفرار. ففررن بنات رسول الله صائحات باكيات. قال بعض من شهد ذلك : رأيت امرأة جليلة واقفة بباب الخيمة ، والنار تشتعل من جوانبها ، وهي تارةً تنظر يمنة ويسرة ، وتارةً أخرى تنظر إلى السماء ، وتصفق بيديها ، وتارةً تدخل في تلك الخيمة وتخرج. فأسرعت إليها وقلت : يا هذي! ما وقوفك ها هنا والنار تشتعل من جوانبك؟! وهؤلاء النسوة قد فررن وتفرقن ، ولم لم تلحقي بهن؟! وما شأنك؟! فبكت وقالت : يا شيخ إن لنا عليلاً في الخيمة ، وهو لا يتمكن من الجلوس والنهوض ، فكيف أفارقه وقد أحاطت النار به؟ وعن حميد بن مسلم قال : رأيت زينب ـ حين إحراق الخيام ـ قد دخلت في وسط النار ، وخرجت وهي تسحب إنساناً من وسط لهيب النار ، فظننت أنها تسحب ميتاً قد احترق ، فاقتربت لأنظر إليه ، فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين. أيها القارئ الكريم : أنظر إلى هذه العملية الفدائية ، وهذه التضحية بالحياة!! كيف تقتحم هذه السيدة الجليلة المكان المشحون بلهيب النار ، لتنقذ ابن أخيها ـ ، وإن شئت فقل : إمام زمانها ـ من بين أنياب الموت؟! فهل تعرف نظيراً لهذه السيدة فيما قامت به من الخطوات والأعمال؟! إنها مغامرة بالحياة من أجل الدين. إنها إبنة ذلك البطل العظيم الذي كان يخوض غمار الموت ـ بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) ـ للدفاع عن الإسلام والمحافظة على حياة نبي الإسلام. إنها إبنة أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام).