akdak

المقالات

القسم الاجتماعي

خطر الألعاب الإلكترونية بين مصدّق ومكذّب

200

مرتضى عبد الجواد الخزاعي

الألعاب الالكترونية اصبحت سوقا رابحا يأخذ حيزا كبيرا من حياة المراهقين والشباب في الأعوام الأخيرة، وبخاصة تلك المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضم الغالبية العظمى من الألعاب الالكترونية شخصيات خيالية تستخدم أدوات تحرض على العنف والسحر.
هذه الظاهرة تستدعي استطلاعا لاراء المهتمين للتعرف على حجم التأثير والاضرار التي تنجم عنها.

مضيعة للوقت والجهد:
استعرضنا في موضوع الالعاب الالكترونية مجموعة من الاراء وكانت المحطة الاولى مع التربوي حامد محمد حيث قال: ان الالعاب الالكترونية لها تأثيرات على شخصية الأطفال والشباب وسلوكهم فلها تداعيات خطيرة وقد لاحظنا في الآونة الاخيرة انتشار هذه الالعاب وخاصة العنيفة منها بشكل واسع ولو لاحظنا سلوك الطلبة في السنوات المتأخرة لوجدنا حجم الضرر الذي تسببت به هذه الالعاب فاصبحوا في شجاراتهم يستخدمون الآلات الحادة بين بعضهم مما قد يتسبب بجروح خطيرة واصابات ربما تؤدي الى القتل، وذلك في حادثة قد سمعتم بها في احدى مدارسنا عندما قتل طالب زميله بوساطة (الفرجال)، وكانت نتيجة التحقيق تثبت ان الطالب تأثر أو تقمص احدى الشخصيات التلفزيونية والتي جعلت فيما بعد لعبة كان قد مارسها، لذا يجب الحد من دخول هذه الالعاب الى بلداننا عن طريق ايجاد برنامج أو وضع قوانين تنظم وتقنن ألعاب المراهقين او الشباب الى الدخول لهكذا مواقع تحوي العاب العنف وتنمي الجريمة لديهم نفسيا.
زينة علي (تدريسية) تقول: لاحظنا في السنوات الاخيرة وجود اقبال واسع على الالعاب الالكترونية من قبل مختلف الفئات العمرية وخاصة على العاب العنف ، واذا راقبنا هذه الظاهرة نراها تبدأ في العطل الصيفية اذ يستغل المراهق او الشاب او الطفل وقته في ممارسة هذه الالعاب فيستمر الى ان يدمن عليها بل يدمنون على العنف الذي فيها ومما يؤكد هذا الامر انه اصبحت الكثير من الامهات تشكو من عنف بعض ابنائها لو راقبت هذه الامهات اولادها ماذا يتابعون واي الالعاب يمارسون حتما ستعرف ان الالعاب والافلام العنيفة هي السبب لذا على الام مسؤولية كبيرة في متابعة ابنائها لتحد من هذه الظواهر السلبية في المجتمع.
مسؤولية الجهات التربوية:
حسن الصائغ (معلم): يرى خطورة كبيرة جدا في انتشار هذه الالعاب التي تؤثر على السلوك بل تؤثر على الاخلاق والعقيدة، فالماسونية والأفكار المخالفة للدين الإسلامي ومن يريد الاطاحة بثقافتنا ومعتقداتنا اليوم استخدموا هذه الوسائل التي يرغب فيها الشباب كالأفلام وافلام الكارتون والالعاب لدس افكارهم لشبابنا، وهنا يأتي الدور الكبير الذي يقع على عاتق الجهات التربوية في البلاد، والتي عليها التثقيف بأثر هذه الألعاب على السلوك العام وخطورتها على النشء من أبنائنا، بشكل يعاضد دور الابوين المهم في ممارسة دورهم الرقابي كي يحافظوا على ابنائهم من هذه المهاوي التي تريد الاطاحة بعوائلنا ومستقبلنا، فالألعاب تشكل غزوا موجها يهاجم عائلاتنا في الصميم، عقيدة وفكرا وسلوكا، فعلينا ان نتدرع لصده والحد منه.
مستقبلنا تجارة وربح وافر:
احمد الحسيني (صاحب محل العاب): هو يختلف تماما مع الآراء السابقة فيقول في هذا العام اصبح الطلب كبيراً جدا على اجهزة الالعاب واقراصها المدمجة بل سوقها انتعش وازدهر خلال هذه الايام ونحن كأصحاب محال تجارية نوفر الطلب لزبائننا، ليس بأيدينا شيء نحن نوفر ما تطرحه الشركات المصنعة ونسعى لكسب ارزاقنا واسعاد الاخرين ولا ارى خطورة على الشباب او الاطفال من هذه الالعاب فهي مجرد العاب يقضي الانسان فيها وقتا للترفيه عن نفسه، احيانا يلقى علينا اللوم لكوننا نوفر هذه الألعاب في السوق وانا شخصيا تعرضت لمواقف عدة مع بعض الآباء الذين اشترى أبناؤهم مني جهاز العاب او اقراصا ثم بعدها بفترة وجيزة يأتي الاب ليهددني بل قد تعرضت للضرب من قبل البعض منهم، فهم يرون خطر هذه الالعاب وانا لا أرى اي خطر فاني ومنذ اعوام العب الالعاب الالكترونية بكل انواعها ولم يصبني شيء فأين الخطر الذي اصابني.
يتفق معه فراس ناجح (صاحب محل لبيع الاقراص) حيث قال: ان اقبال الشباب والصغار كبير جدا على شراء الاقراص وخاصة التي تحوي العاب العنف وانا أوفر الالعاب الحربية بكثرة لكون الاقبال عليها كبيرا بل ان بعض الشباب يوصونني بتوفيرها لهم بالمبالغ التي اطلبها وانا اوفر لهم هذا الطلب لأنني ارى سعادتهم في هذه وعندما توجهنا له بالسؤال حول خطورة ادمان هذه الالعاب ضحك بصوت مرتفع وقال: اي خطورة تسببها لعبة تلعب على جهاز؟
والذي يرى خطورة في هذه الالعاب فليرنا ما يقول، وقال كل شيء جديد يدخل السوق يحارب وتبث الاشاعات حوله وبعد فترة يكون سوقا رائجة ومن يتكلم عنه نراه يمارسه مجتمعنا هكذا له ردة فعل عكسية حول كل جديد.
تأثر وتقمص
سيف احمد (طالب ثانوية) يقول: اصبحت مدارسنا تعج بالطلبة الذين يتقمصون شخصيات خيالية من الافلام او الالعاب فنلاحظ الصف الواحد مقسما على عصابات وكل عصابة تسمي نفسها باسم احدى ابطال الافلام القتالية او باسم احد الشخصيات الرقمية التي تظهر في الالعاب احيانا تنشب شجارات بينهم تؤدي الى ضرب بعضهم البعض الآخر، وعندما ارى هذه المشاهد افهم لماذا كان ابي يراقبني انا واخوتي عندما نشاهد فلما معينا او نلعب لعبة ما.
جلال محمد يتفق مع زميله فيقول: ارى تأثر بعض زملائنا بهذه الافلام والالعاب حتى إن بعضهم يقلد الملبس والتصرف والحركات ويتمرد على المدرسين في المدرسة ويحاول أن يتشبه بفلان الذي ظهر بطلا في هذه الافلام وقد عملت مع زملائي نشرات جدارية بالاتفاق مع المرشد التربوي تتضمن بعض الكتابات التي تحذر من هذه الالعاب والافلام.
المسؤولية تقع على من ؟
المسؤولية الكبيرة في هذه القضية تقع على عاتق الابوين اولا ثم تأتي مسؤولية المدارس حيث المرشد التربوي له دور كبير في تثقيف الطلبة ومن التجارب العديدة يتبين ان الطالب يستمع ويستجيب لأستاذه اكثر من الابوين، فيجب على مدارسنا وجامعاتنا الكشف عن حقائق هذه الالعاب وكيف تؤثر على الاخلاق والسلوك والعقيدة، وللإعلام الشيعي دور ايضا فعلى اعلامنا تكثيف التثقيف على سلبيات هذه الامور التي غزت بيوتنا.

نشرت في الولاية 88