المقالات
قسم علوم التكنلوجيا
حمى صناعة السيارات الكهربائية تجتاح امريكا واوروبا
في محاولات حثيثة وجريئة يقوم بها بعض المغامرين في عالم الصناعة، توجد حمى مشتعلة في مجال صناعة السيارات الصديقة للبيئة، او الكهربية التي لا تسير بالوقود الاحفوري او النفطي وهو كما علم ليس صديقا للبيئة لكنه يتوافر على تسهيلات ومزايا تجعله اكثر اقبالا من الناس حيث ان الاسعار عالية جدا للسيارات الكهربائية بالاضافة الى سرعتها القلية ولذلك يعزف كثير من الزبائن عن شرائها ويفضلون شراء السيارة التي تعمل بالوقود المعروف بالبنزين.
ومع ذلك هناك تشجيع عالي المستوى لتنمية هذا النوع من المركبات الكهربائية كما نلاحظ ذلك في قول وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل إنه يرغب في اعتماد ملياري دولار (2.17 مليار دولار) لتشجيع المزيد من الناس على شراء السيارات الكهربية. وقالت الصحيفة دون ان تذكر مزيدا من التفاصيل إن من يقبلون على شراء هذه السيارات سيتلقون دعما من الحكومة. ويسعى الوزير أيضا الى زيادة عدد محطات الشحن وتشجيع الهيئات الاتحادية على استخدام هذه السيارات وهي مبادرة سيتم تمويلها من الموازنة الحالية بالبلاد دون أي زيادات ضريبية.
كذلك لا ننسى التشجيع الذي تقوم به الجهات والمنظمات الصديقة للبيئة حول صناعة المركبات الكهربائية كونها اقل ضررا بالبيئة، بل يكاد ينعدم ضررها الى الصفر قياسا لما تفعله مركبات الوقود العادي من انبعاث سام للغازات، لهذا تعمل جهات رقابية على تشجيع هذا النوع من الصناعات حيث لا تزال الجهات الرقابية في شتى أرجاء العالم تحث المصنعين على تكثيف بيع السيارات الكهربية للحد من الانبعاثات الغازية المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري فيما تسعى ولايات أمريكية ومدن في قارتي أوروبا وآسيا للحد من انتاج المركبات التي تسير بالبنزين. وقد اتسع نطاق أسواق السيارات الكهربية عالية الأداء ليشمل بعضا من كبريات شركات صناعة السيارات في العالم بعد ان أزاحت شركتا بورشه وآودي الالمانيتان الستار عن موديلات تتحدى شركة تسلا موتورز الأمريكية الرائدة في هذا المضمار.
وهناك من يسعى الى انشاء وبناء مدن كبيرة خالية من الانبعثات الغازية المدمرة للهواء النقي والبيئة السليمة، وقد تم تخصيص مبالغ كبيرة فضلا عن التخطيط والتصميم لانشاء مثل هذه المشاريع، حيث يتضمن مشروع "مخطط مدينة بلا انبعاثات" توفير خمسة ملايين جنيه استرليني لتطوير مشروعات خدمات المركبات قليلة الانبعاثات في مدن أكسفورد، ودوني، ويورك، ومنطقة شمال شرق. ورغم ذلك، انتقد تحالف دافعي الضرائب المنح التي تقدمها الحكومة البريطانية، واصفا إياها بأنها تخدم "مشروع للتباهي فقط" يخدم عددا صغيرا من المواطنين.
وتزايدت رغبة بعض الشركات المنتجة للسيارات الكهربائية على صناعة مركابة بلا سائق، أي انها تقود نفسها، في محاولة لتقليد سيارات الوقود الاحفوري، وبالفعل هناك شركات أقدمت على مثل هذه الصناعات حيث اختبرت هولندا حافلة كهربية مكوكية دون سائق في تجربة تضمنت ستة ركاب على طريق طوله 200 متر. وهذه الحافلة ضمن اسطول ستكتظ به شوارع هولندا خلال السنوات المقبلة وجرت التجربة أولا في بلدة فاخنينخن الزراعية بوسط هولندا. وتشهد الصناعات التكنولوجية وصناعة السيارات عدة محاولات لما يعرف باسم سيارات القيادة الذاتية ومن بين الشركات المتنافسة في هذا المضمار تسلا وجوجل ودايملر.
وهكذا فإن مشاريه صناعة هذا النوع من السيارات في تزايد مستمر، وهناك طموحات كبيرة في هذا المجال، وقد لا يكون بعيدا ذلك اليوم الذي تتحول فيه جميع سيارات المعمور الى سيارات كهربائية صديقة للبيئة.
في هذا السياق قال وزير الطاقة الأمريكي إرنست مونيز إن مبيعات السيارات الكهربية بالولايات المتحدة قد لا تصل إلى رقم المليون بحلول عام 2020 موضحا تراجع الاقبال على الشراء دون الهدف الذي حدده الرئيس باراك أوباما ببلوغ ذلك الرقم عام 2015. وقال مونيز في مقابلة على هامش معرض واشنطن للسيارات إن البلاد قد تصل إلى هذا الرقم في غضون ثلاثة إلى أربع سنوات مع استمرار تطوير تكنولوجيا البطاريات لكن تراجع أسعار البنزين كان له أثر سلبي على المبيعات.
وقال مونيز بعد تفقده عددا من السيارات الكهربية بالمعرض "اذا أسرعنا في الأمر بدرجة ما ربما كان أمامنا من ثلاث إلى أربع سنوات". وفي أغسطس آب من عام 2008 فيما كان متوسط سعر جالون البنزين نحو أربعة دولارات كان المرشح الرئاسي آنذاك باراك أوباما قد حدد هدفا ببيع مليون سيارة كهربية تسير بشوارع البلاد بحلول عام 2015 وهو نفس ما قاله في خطاب حالة الاتحاد وهو في منصب الرئيس عام 2011. ومع وصول متوسط سعر البنزين إلى دولارين للجالون لم يتم بيع سوى 400 ألف سيارة كهربية حتى الآن فيما يسير الآن على الطرق الأمريكية نحو 250 مليون مركبة وشاحنة. وفي العام الماضي تراجعت المبيعات بنسبة ستة في المئة بالمقارنة بالعام السابق له إلى نحو 115 ألف سيارة كهربية على الرغم من قيام الشركات بطرح 30 طرازا وبتخفيضات كبيرة. وقال مونيز إن خفض أسعار البطاريات الكهربية في غاية الأهمية لمضاعفة مبيعات السيارات الكهربية مشيرا إلى ان مستقبل هذه السيارات "لا يزال باهرا للغاية" بحسب رويترز.
في السياق نفسه نقلت صحيفة دي تسايت الألمانية عن وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل قوله إنه يرغب في اعتماد ملياري دولار (2.17 مليار دولار) لتشجيع المزيد من الناس على شراء السيارات الكهربية. وقالت الصحيفة دون ان تذكر مزيدا من التفاصيل إن من يقبلون على شراء هذه السيارات سيتلقون دعما من الحكومة.
ويسعى الوزير أيضا الى زيادة عدد محطات الشحن وتشجيع الهيئات الاتحادية على استخدام هذه السيارات وهي مبادرة سيتم تمويلها من الموازنة الحالية بالبلاد دون أي زيادات ضريبية. وتسعى الحكومة الألمانية الى تسيير مليون سيارة كهربية في الشوارع بحلول عام 2020 وتنتج شركات صناعة السيارات الألمانية (بي ام دبليو) ومرسيدس تعمل بالكهرباء بشكل كامل.
وبلغ عدد السيارات الكهربية التي بيعت عام 2014 19 ألف سيارة لكن مع نهاية عام 2014 كان في ألمانيا 2400 محطة للشحن و100 نقطة للشحن السريع. وتزايدت في أواخر العام الماضي الأصوات المؤيدة للسيارات الكهربية في اعقاب فضيحة الانبعاثات الخاصة بسيارات فولكسفاجن. وكثفت فولكسفاجن رهانها على تصنيع السيارات الكهربية في إطار جهودها لتعويض ما لحق بها من أضرار جراء فضيحة بيع الملايين من مركبات الديزل في العالم بعد إقرار الشركة بالتحايل على اختبارات الانبعاثات في المحركات.
ولا تزال الجهات الرقابية في شتى أرجاء العالم تحث المصنعين على تكثيف بيع السيارات الكهربية للحد من الانبعاثات الغازية المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري فيما تسعى ولايات أمريكية ومدن في قارتي أوروبا وآسيا للحد من انتاج المركبات التي تسير بالبنزين. وقد اتسع نطاق أسواق السيارات الكهربية عالية الأداء ليشمل بعضا من كبريات شركات صناعة السيارات في العالم بعد ان أزاحت شركتا بورشه وآودي الالمانيتان الستار عن موديلات تتحدى شركة تسلا موتورز الأمريكية الرائدة في هذا المضمار.
ويعزف المستهلكون بدرجة كبيرة عن المركبات الكهربية نظرا لارتفاع أسعارها وقدراتها المحدودة نسبيا في القيادة فضلا عن ندرة محطات اعادة شحن البطاريات وذلك على الرغم من ان كثيرين من المحللين يتوقعون ارتفاع حجم مبيعاتها بشدة في نهاية العقد الحالي بحسب رويترز.
من جهتها تخطط بريطانيا لتحقيق زيادة ضخمة في عدد السيارات الكهربائية لخفض التلوث. ومن المقرر أن يُسمح لسائقي السيارات الكهربائية بالقيادة في الحارات المخصصة للحافلات العامة في إطار خطة للتشجيع على استخدام السيارات قليلة الانبعاثات في إنجلترا. وتُخصص أماكن انتظار لسائقي السيارات المشغلة بالكهرباء للتوقف بها بالقرب من مصادر الشحن الكهربائي اللازمة للبطاريات بالإضافة إلى إمكانية الشحن من مصادر تُزود بها أعمدة الإنارة في الطرق. ومنحت الحكومة أموالا لأربع مناطق بعد حصول كل منها على نصيب في المناقصة التي تبلغ قيمتها 40 مليون جنيه إسترليني بهدف توفير تلك الخدمة.
وقال وزير النقل البريطاني باتريك ماكلاوفلن إن مجالس تلك المدن نجحت في تقديم "أفكار مثيرة ومبتكرة" للسيارات الكهربائية. ونجحت مدن نوتنغامشاير، وديربي، وميلتون كينيز، وبريستول، ولندن في الحصول على أنصبة من التمويل الحكومي الذي يستهدف التشجيع على استخدام ذلك النوع من المركبات. وتخضع الحارات المخصصة للحافلات في ميلتون كينيز لعملية إعادة تصنيف، إذ تُزود بمصادر لتزويد المركبات قليلة الانبعاثات بالكهرباء علاوة على منح تلك المركبات نفس الأولوية التي تُعطى للحافلات في تلك الحارات. ومن المقرر أن تنشئ تلك المدينة، التي حصلت على تمويل حكومي بقيمة تسعة ملايين جنيه استرليني، مركزا استشاريا يمنح قروضا قصيرة الأجل لشراء السيارات الكهربائية. علاوة على ذلك، تتيح المدينة أماكن انتظار يبلغ عددها 20 ألف مكان للسيارات الكهربائية مجانا.
وتفتح مدينة نوتنغامشاير أيضا بعض طرقها المخصصة لتسير الحافلات أمام ذلك النوع من المركبات قليلة الانبعاثات، وتنفق جزءا من الستة ملايين جنيه استرليني التي حصلت عليها من الحكومة على إقامة 230 محطة شحن لتلك السيارات.
ويعارض تحالف دافعي الضرائب إنفاق 40 مليون جنيه استرليني للتشجيع على قيادة السيارات الكهربائية. وقال متحدث باسم مجلس مدينة ديربي إن أي تغيير يسمح للسيارات الكهربائية باستخدام الحارات المخصصة للحافلات سوف يخضع للاستشارات المتخصصة.
وقال ماكلاوفلن: "أريد أن أرى آلاف السيارات الأقل إنتاجا للانبعاثات على الطرق، وأشعر بالفخر لدعم ذلك المخطط الطموح بأربعين مليون جنيه استرليني"، وذلك أثناء حديثه عن "مخطط مدينة بلا انبعاثات". ووصف وزير النقل بريطانيا بأنها ستحقق "الريادة العالمية" في استخدام السيارات الكهربائية، مؤكدا أن الحكومة تخطط لاستثمار 600 مليون جنيه استرليني لزيادة استخدام هذا النوع من السيارات بحلول عام 2020. ومُنحت لندن 13 مليون جنيه استرليني من المقرر أن تنفقها على إنشاء محطات شحن وساحات انتظار مجانية للسيارات التي تعمل بالكهرباء.
ومن المقرر أن تنفق الملايين السبعة المخصصة لمدينة بريستول للتشجيع على استخدام السيارات الكهربائية في إنشاء ساحات لانتظار هذا النوع من السيارات، وحارات تتسع لسير ثلاث سيارات بالتوازي، كما ستوفر 80 شاحنا كهربائيا سريعا. ويتضمن مشروع "مخطط مدينة بلا انبعاثات" توفير خمسة ملايين جنيه استرليني لتطوير مشروعات خدمات المركبات قليلة الانبعاثات في مدن أكسفورد، ودوني، ويورك، ومنطقة شمال شرق. ورغم ذلك، انتقد تحالف دافعي الضرائب المنح التي تقدمها الحكومة البريطانية، واصفا إياها بأنها تخدم "مشروع للتباهي فقط" يخدم عددا صغيرا من المواطنين.
وقال المدير التنفيذي للتحالف جوناثان إيزاباي إن "القيادة بانبعاثات أقل هدف يستحق السعي لتحقيقه، لكن لماذا ينبغي أن نضغط بقوة على دافعي الضرائب من أجل دعم خيار مكلف لسيارات تمتلكها أقلية صغيرة." بحسب رويترز.
من جهتها كشفت شركة "تيسلا" الاميركية طرازا جديدا من سياراتها يعمل بالطاقة الكهربائية فقط، وارخص بمرتين من سياراتها السابقة، معلنة انها تلقت حتى الآن 115 الف طلب شراء. وقال الون ماسك مؤسس شركة "تيسلا" اثناء عرض السيارة الجديدة "موديل 3" في لوس انجليس "تجاوز العدد الاجمالي للطلبات في الساعات الاربع والعشرين الماضية 115 الفا". وستسلم هذه السيارات بحلول نهاية العام المقبل في الولايات المتحدة، وفي العام 2018 في اوروبا. ويبلغ سعر السيارة 35 الف دولار، اي انها ارخص بمرتين من سيارات "موديل اس" و"موديل اكس" التي سبق ان طرحتها الشركة في السنوات الماضية.
وتكفي بطارية هذه السيارة لتقطع مسافة 346 كيلومترا وهي تحميل خمسة اشخاص. والسيارة الجديدة "موديل 3" رباعية الدفع، ومزودة بجهاز شحن سريع جدا للبطارية، وبتقنيات لمساعدة السائق مثل نظام القيادة الذاتية "اوتوباليوت"، اضافة الى انظمة سلامة ستكون متاحة في السيارة دون اي نفقات اضافية على ثمنها. ويمكن للمشترين ان يطلبوا تزويد السيارة بخاصيات اضافية مقابل ثمن اضافي، ولم تكشف الشركة بعد عن هذه الخاصيات الاضافية، الا ان التون ماسك اكد ان السيارة ستكون "رائعة حتى لو لم يطلب المشتري ايا من هذه الخاصيات الاضافية".
وتأمل الشركة ان تفتح لها السيارة الرخيصة ابواب سوق السيارات الكهربائية على مصراعيه وان تكون فرصة لها لاثبات قدرتها على الانتاج بكميات كبيرة. وكما يجري لدى طرح طرازات جديدة من الهواتف الذكية في متاجر "آبل"، تشكلت امام متاجر "تيسلا" طوابير من الاشخاص الراغبين بحجز سيارات لهم من هذا الطراز الجديد. ويمكن حجز شراء سيارة مسبقا مقابل عربون بقيمة الف دولار او الف يورو.
وقدد حددت الشركة هدفا برفع انتاجها الى 500 الف سيارة سنويا في العام 2020، فيما كانت تنتج العام الماضي خمسين الفا من السيارات، من الطرازين الآخرين. وبحسب المحللة في "ادموند.كوم" جيسيكا كالدويل "انها المرة الاولى في قطاع السيارات التي نرى فيها طوابير من الناس يقفون لحجز سيارات لن تكون متوفرة قبل عام". منذ تأسيس "تيسلا" في العام 2003، شدد مؤسسها التون ماسك على القول ان مهمتها هي المساعدة في تسريع انتقال العالم الى وسائل نقل تعتمد على المصادر النظيفة.
ولهذه الغاية، قررت "تيسلا" دخول قطاع السيارات الكهربائية الفارهة، مع مركبات "رودستر" الرياضية، ثم اختارت انتاج سيارات ارخص ثمنا فانتجت "موديل اس"، وهي اول سيارة تصنع الشركة كل اجزائها، ثم "موديل اكس". وسيتعين على الشركة الناشئة هذه ان تستعد للمنافسة مع عملاق صناعة السيارات الاميركي "جنرال موتورز" الذي يستعد لاطلاق سيارة "شيفروليه بولت" الرخيصة التي تعمل بالكهرباء، والمزودة ببطارية تكفي لمسافة تزيد عن 320 كيلومترا.
في شباط/فبراير الماضي بيعت 39 الفا و247 سيارة تعمل بالكهرباء او بالكهرباء والوقود معا في الولايات المتحدة، اي ما يعادل 3 % من اجمالي مبيعات السيارات البالغ مليونا و340 الف سيارة، اما نصيب السيارات التي تعمل بالكهرباء فقط فكان 0,4 % بحسب مواقع متخصصة بحسب فرانس برس.
في السياق نفسه طرحت شركة "تيسلا" في لوس انجليس سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية فقط، ستكون ذات سعر منخفض بهدف بيع كميات كبيرة منها وتعزيز سوق السيارات العاملة بالطاقة النظيفة. وقدد حددت الشركة هدفا برفع انتاجها الى 500 الف سيارة سنويا في العام 2020، فيما كانت تنتج العام الماضي خمسين الفا من السيارات، من طرازين آخرين.
وسيكون ثمن هذه السيارة 35 الف دولار، بحسب ما رشح من معلومات قليلة من شركة "تيسلا" التي تبيع حاليا طرازين من السيارات "موديل اس" و"موديل اكس" بسعر 70 الف دولار. وستكون السيارة الجديدة "موديل 3" رباعية الدفع، بحسب ما اوضحت مصادر مطلعة، ومجهزة بتقنيات لمساعدة السائق مثل نظام القيادة الذاتية "اوتوباليوت". وتكفي بطاريات هذه السيارات لقطع مسافة تراوح بين 300 كيلومتر و500، وفقا لطريقة استخدام المحرك والبطارية. ومن المقرر ان يبدأ انتاج هذه السيارات وتسليم اولى نماذجها الى اسواق الولايات المتحدة في آخر العام 2017، ثم الى اوروبا في العام 2018 بحسب فرانس برس.
ويمكن حجز شراء سيارة مسبقا اعتبارا من 31 اذار/مارس مقابل عربون بقيمة الف دولار او الف يورو. وقالت جيسيكا كالدويل المحللة في "ادموندز.كوم" ان هذه السيارة "هي الاهم في التاريخ القصير لشركة تيسلا، وهي ستحدد ما ان كانت الشركة قادرة على فرض نفسها كشركة انتاج سيارات على المدى الطويل ام لا". واضافت "ينبغي على تيسلا ان تثبت انها قادرة على انتاج سيارات ذات نوعية عالية وبكميات كبيرة".
ومنذ تأسيس "تيسلا" في العام 2003، شدد مؤسسها الون ماسك على القول ان مهمتها هي المساعدة في تسريع انتقال العالم الى وسائل نقل تعتمد على المصادر النظيفة. ولهذه الغاية، قررت "تيسلا" دخول قطاع السيارات الكهربائية الفارهة، مع مركبات "رودستر" الرياضية، ثم اختارت انتاج سيارات ارخص ثمنا فانتجت "موديل اس"، وهي اول سيارة تصنع الشركة كل اجزائها، ثم "موديل اكس". ويأمل ماسك ان تحقق شركته طموحاتها الاولية مع انتاج الطراز الثالث من سياراتها "موديل 3". لكن تساؤلات تحيط بالجدول الزمني الذي حددته الشركة، وهي سبق ان عانت من تأخيرات كبيرة في الانتاج.
وتقول الشركة انها اخذت في عين الاعتبار متطلبات الانتاج بكميات كبيرة، فالطراز الجديد مثلا لن يكون مزودا بابواب ذات اشكال معقدة، كما كان الحال مع سيارات "موديل اكس". وسيتعين على الشركة الناشئة هذه ان تستعد للمنافسة مع عملاق صناعة السيارات الاميركي "جنرال موتورز" الذي يستعد لاطلاق سيارة "شيفروليه بولت" الرخيصة التي تعمل بالكهرباء، والمزودة ببطارية تكفي لمسافة تزيد عن 320 كيلومترا. ويرى المحلل كارل بروير ان التحدي الاكبر الذي ستواجهه "موديل 3" سيكون قدرتها على الجذب من دون الاعتماد على من هم اوفياء لعلامتها التجارية، وفي ظل انخفاض اسعار الوقود الذي يشجع الكثيرين على شراء السيارات العادية. وفي شباط/فبراير الماضي بيعت 39 الفا و247 سيارة تعمل بالكهرباء او بالكهرباء والوقود معا في الولايات المتحدة، اي ما يعادل 3 % من اجمالي مبيعات السيارات البالغ مليونا و340 الف سيارة، اما نصيب السيارات التي تعمل بالكهرباء فقط فكان 0,4 % بحسب موقع "هيبريدكارز.كوم".
في سياق مقارب اختبرت هولندا حافلة كهربية مكوكية دون سائق في تجربة تضمنت ستة ركاب على طريق طوله 200 متر. وهذه الحافلة ضمن اسطول ستكتظ به شوارع هولندا خلال السنوات المقبلة وجرت التجربة أولا في بلدة فاخنينخن الزراعية بوسط هولندا. وتشهد الصناعات التكنولوجية وصناعة السيارات عدة محاولات لما يعرف باسم سيارات القيادة الذاتية ومن بين الشركات المتنافسة في هذا المضمار تسلا وجوجل ودايملر.
وقال ايريس كاتنبورخ من مجموعة (كونيكت) المتخصصة في نشر وسائل النقل الجماعي إن الحافلة الجديدة سيجري توسيع نطاقها في الأشهر القادمة لتستخدم كوسيلة للنقل العام على طرق لمسافة ستة كيلومترات في البلدة. وفي ابريل نيسان الجاري ستجري هولندا أول تجربة لشاحنات دون سائق للنقل الخفيف في ميناء روتردام على ان يجري تعميم تجارب اخرى للقطارات ذاتية القيادة لنقل البضائع من روتردام الى مختلف أرجاء القارة الاوروبية بحلول عام 2019 . وفي حالة تشغيل خدمة الحافلات دون سائق بكامل طاقتها فستسير بسرعة 25 كيلومترا في الساعة بحسب رويترز.
من جهته وصل الكرواتي ماتيه ريماتش البالغ 28 عاما الى قمة صناعة السيارات مع تصميمه اقوى سيارة كهربائية في العالم بعدما بدأ مغامرته هذه كهواية في مرآب منزله. ويعشق ريماتش السرعة وقرر خلال احد سباقات السيارات تحويل سيارة "بي ام دبليو" قديمة يملكها، الى سيارة كهربائية بعدما تعطل محركها. وقد جهزها بقطع غيار اشتراها عبر الانترنت ومن ثم اخرى اخترعها وصنعها بنفسه. وبعد عشر سنوات على ذلك باتت شركته "ريماتش اوتوموبيلي" احدى الشركات الرائدة في العالم في تكنولوجيا السيارات الكهربائية واصبحت تبيع سيارتها الرياضية "كونسيبت وان" بسعر باهظ جدا يصل الى 850 الف يورو.
ويقول ماتيه ريماتش خلال مقابلة مع وكالة فرانس في قاعة العرض المقامة في مصنعه في سفيتا نيديليا قرب زغرب "نريد ان نكون الافضل في العالم في ما نقوم به ونحن بصدد تغيير العالم". واختير المخترع الكرواتي في كانون الاول/ديسمبر من قبل الموقع "بوليتيكو يوروب" بين 28 شخصا "يرسمون وجه اوروبا الجديد ويحركونها". الا ان امتلاك هذه التكنولوجيا المعقدة وايجاد مصادر التمويل لتطوير هذه المشاريع كان مهمة شاقة خصوصا في بلد يفتقر الى صناعة السيارات. واسس ريماتش شركته العام 2009 عندما ادرك ان سيارة "بي ام دبليو" الخاصة به لم تعد فيها اي قطعة اصلية تقريبا. وقرر الانطلاق من الصفر من اجل صنع سيارة جديدة. ويوضح ريماتش "قمنا اولا بتشكيل فريق ومن ثم تكوين المعرفة والمؤهلات من خلال التجربة وصولا الى ان شركة قادرة على تقديم منتج ما".
وكشفت الشركة عن اول نموذج من "كونسيبت وان" العام 2011 في معرض فرانكفورت للسيارات حيث لم يكن احد يتوقع ان يقدم صانع صغير سيارة كهربائية قادرة على الوصول الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2,8 ثانية مع سرعة قصوى تصل الى 325 كيلومترا في الساعة. وشاركت الشركة في معرض جنيف الاخير مع النسخة الاخيرة من هذه السيارة الرياضية فضلا عن نموذج عنها سيكون اكثر قوة سمي "كونسيبت اس".
وتوقع كثيرون ان يغادر المخترع الكرواتي بلده الذي يتعافى ببطء من مرحلة انكماش اقتصادي، لتطوير تكنولوجياته في مكان اخر مثل سيليكون فالي او المانيا او حتى ايطاليا. وهو يؤكد "كنت ارغب بان اقوم بذلك هنا، لذا ثابرت. وانا اعتبر ان الامر ممكن ونحن نقوم بذلك بشكل ممتاز".
وينوي بناء مصنع اخر في سفيتا نيديليا ايضا ليتضاعف عندها عدد موظفيه وصولا الى 300 بحلول السنة الحالية. ويبلغ متوسط اعمار الموظفين لديه الثلاثين والكثير منهم يحملون شهادة في الهندسة ويلتحقون بالشركة مباشرة بعد تخرجهم من الجامعة.
وطورت الشركة وصنعت مكونات كثيرة من "كونسيبت وان" مثل هيكل السيارة الخارجي وهيكلها القاعدي والبطاريات والمحركات الكهربائية استنادا الى فلسفة ماتيه ريماتش التي تقوم على تكوين المعرفة والمؤهلات الخاصة بدلا من شرائها. ويؤكد ريماتش "لهذا السبب بتنا نتوسع بسرعة واصبحنا خبراء في مجالات عدة". وقد حصل في العام 2014 على تمويل من ثلاثة مستثمرين دوليين وهو بصدد اطلاق حملة جديدة لجمع الاموال.
ويعرض في المصنع نموذجان من "كونسيبت وان" احدهما السيارة الحمراء التي قدمت في معرض فرانكفورت. ويعمل المهندسون في المصنع على ثلاث سيارات ستسلم في غضون شهر الى زبائن في الولايات المتحدة والمانيا وايطاليا. وينحصر الانتاج بثماني سيارات في السنة. وتشكل السيارة الرياضية الانيقة المنتج الرئيسي في شركة "راميتش اوتوموبيلي" الا ان المخترع الشاب يوضح انها مجرد واجهة للتكنولوجيا التي يمكن لشركته صناعتها من مثل بطاريات يمكن استخدامها لاغراض متنوعة مثل السيارات العادية والطائرات والسفن والدراجات الهوائية او حتى الكراسي النقالة.
ويؤكد ريماتش "نساعد العالم على اعتماد الكهرباء. ويقوم عملنا على تطبيق هذه التكنولوجيات لمساعدة صناعات احرى على اعتمادها". وصنع فرع للشركة "غريب باكيس" تأسس العام 2013 دراجة هوائية كهربائية باداء عال اذ يمكنها ان تصل الى سرعة 70 كيلومترا في الساعة. وقد بيعت حتى الان حوالى ثمانين من هذه الدراجات في العالم بسعر 8500 يورو.
اكثر قراءة