المقالات
قسم علم النفس
اليوم العالمي للصحة النفسية 2020: كيف تتجنب الإجهاد النفسي؟
تُعد الصحَّة النفسية من الأشياء المهمة بالنسبة للفرد والمجتمع، فلا تقل أهميتها عن الصحة الجسميّة، تتضمن الصحة النفسية الكثير من الجوانب مثل الشخصية السلوكية، نفسية الفرد وتقبله للحياة، وتؤثر الصحة النفسية على طريقة تعامل الأفراد مع الآخرين وطريقة تعاملهم مع نفسهم، كما أنّها علامةً فارقةً تدل على التناسق بين الشخص والبيئة من حوله وقدرته على التكيف مع معطيات الحياة المختلفة.
يأتي هذا العام اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يُقام في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، في وقت تغيرت فيه حياتنا اليومية تغيراً كبيراً نتيجة لجائحة كوفيد-19 وقد جلبت الأشهر الماضية معها العديد من التحديات بالنسبة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية في ظروف صعبة ويذهبون إلى العمل وهم يخشون من حمل كوفيد-19 معهم عند عودتهم إلى المنزل؛ والطلاب الذين اضطروا إلى التكيّف مع حضور الدروس في المنزل، والتواصل بقدر محدود مع المعلمين والأصدقاء، وشعروا القلق على مستقبلهم؛ والعمال الذين تتعرض سبل عيشهم للخطر؛ والعدد الهائل من الأشخاص الذين وقعوا في براثن الفقر أو الذين يعيشون في بيئات إنسانية هشة ويفتقرون إلى الحماية من كوفيد-19؛ والأشخاص المصابين بالحالات الصحية النفسية ويعاني العديد منهم من العزلة الاجتماعية أكثر من ذي قبل، ناهيك عن هؤلاء الذين يواجهون الحزن على رحيل شخص عزيز لم يتمكنوا في بعض الأحيان من وداعه.
وقد أصبحت العواقب الاقتصادية المترتبة على هذه الجائحة محسوسة بالفعل، حيث سرّحت الشركات موظفيها في محاولة لإنقاذ أعمالها، أو أغلقت أبوابها بالفعل، واستناداً إلى الخبرة المكتسبة من الطوارئ الماضية، يُتوقع أن تزداد الحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي زيادة كبيرة في الأشهر والسنوات المقبلة. وأصبح الآن الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي في برامج الصحة النفسية، التي عانت بالفعل على مدى سنوات من النقص المزمن في التمويل، أكثر أهمية مما كان عليه في أي وقت مضى، ولهذا السبب فإن الهدف من حملة اليوم العالمي للصحة النفسية لهذا العام هو زيادة الاستثمار في الصحة النفسية، بحسب الأمم المتحدة.
هل تشعر أن العمل يكاد يقضي عليك الآن، على الرغم من أنك لم يسبق عانيت من هذا الأمر؟، ربما أن ضغط الحياة العائلية والأعباء التي لا تنتهي هو الذي جعلك لا ترى مخرجا، أنت إذن على حافة الإجهاد النفسي.
ولكن لا تخشى شيئا، فالإعلامية والطبيبة، رادا مودغيل، تقدم لك نصائح تخرجك مما أنت فيه، وتساعدك في التعرف على مؤشرات الإجهاد النفسي، حتى تتجنبها مستقبلا، الإعلامية والطبيبة مودغيل تقول إن التغييرات الكبيرة قد تؤدي إلى الإجهاد النفسي، ورد مصطلح "الإجهاد النفسي" أول مرة في بحث علمي أعده هيربرت فرودنبرغر في عام 1974.
ووصفه الباحث بأنه "حالة إرهاق نفسي وجسدي" تحدث بسبب الحياة العملية، وتمر "بمراحل عديدة من بينها الإكراه من أجل إثبات النفس"، أما اليوم فنرى أن الإجهاد النفسي هو "ضغط مفرط ومتواصل" حسب الدكتورة رادا مودغيل، التي تقول إنه "يجعلنا غير قادرين على تحمل مصاعب الحياة"، وعلى عكس هيربرت فرودنبرغر، فإن الدكتورة مودغيل تعتقد أن أسباب الضغط قد تأتي من جوانب الحياة المختلفة وليس من ظروف العمل وحدها.
تشبه الدكتورة مودغيل الإجهاد النفسي بالبطارية الفارغة في هاتفك، قد تشعر بإرهاق الحياة كما لو أنك فقدت كل ما لديك من مخزون، قد تكون من الذين يتحملون عادة الضغط ومصاعب العمل، ولكنك حاليا غير قادر على التحمل، وتقول الدكتورة مودغيل إن ذلك ربما مؤشر على أن "مخزونك النفسي" بدأ ينضب، عليك أن تنظر إلى الأمور بهذه الطريقة: لديك "مخزون العمل" و"مخزون البيت"، إذا بدأ أحدهما ينضب، والآخر لا يزال مليئا، قد تستطيع التحمل، ولكن إذا بدأ الاثنان في النضوب في وقت واحد، فلن تجد مخزونا تعتمد عليه، وهنا تبدأ المشاكل، فنحن بحاجة إلى مراقبة بطاريتنا النفسية تماما مثلما نراقب بطارية الهاتف، حسب الدكتورة، وعليك أن تتساءل كيف تشحن البطارية.
تقول الدكتورة مودغيل إذا ساءت الأمور في العمل وفي البيت معا يبدأ الإجهاد النفسي، تقول الدكتورة مودغيل إن أي "تغيير كبير في الحياة أو أي حدث مثير للقلق" قد يساهم في الإجهاد النفسي، وتعطي أمثلة مثل المخاوف المالية أو المشاكل العائلية، وكذا الظروف المسببة للتوتر مثل الانتقال أو فقدان وظيفة أو إجراء امتحانات.
تقول الدكتورة كودغيل:
- أحسن الإصغاء إلى نفسك
- ركز على الأمور التي على ما يرام
- تواصل مع الأصدقاء الذين ترتاح إليهم
- حافظ على ممارسة نشاطات مختلفة
- افعل ما يريحك واجعله من أولويتك
- استمع إلى أنغام الموسيقى المفضلة لديك
- خذ قسطا كافيا من النوم
- لا تترك الأمور تتأزم. عود نفسك على هذه الخطوات واجعلها راتبك اليومي
- تأمل الدكتورة مودغيل أن تساعدك هذه النصائح في تجنب الإجهاد النفسي، بحسب بي بي سي.
شخص واحد يضع حدا لحياته كل 40 ثانية على مستوى العالم، أي أن 800 ألف شخص يموتون كل عام بسبب الانتحار، عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب، الانتحار السبب الثاني للوفاة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، وثاني أكبر سبب لوفاة الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما بعد الأمور المتعلقة بالحمل والولادة، الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أنحاء العالم.
النسبة الأكبر لحالات الانتحار (79 في المئة) تقع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، المعدلات العالمية للانتحار تراجعت بنسبة 9.8 بين عامي 2010 و2016، لكن هذه التراجعات كانت متفاوتة، وقد زاد عدد حالات الانتحار في بعض المناطق، عدد الرجال الذين يقدمون على الانتحار في البلاد الغنية يقارب ثلاثة أمثال عدد النساء، على عكس البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة حيث تكون نسبة المنتحرين من الجنسين متساوية بشكل أكثر.
ابتلاع المبيدات الحشرية والشنق والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعا للانتحار على مستوى العالم ويشيع استخدام المبيدات وتؤدي في العادة للوفاة لأنها سامة جدا ولا يوجد مصل للعلاج منها، وغالبا ما تستخدم في مناطق نائية حيث لا توجد مساعدة طبية قريبة، من بين أسباب الانتحار الاضطرابات النفسية، والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، وعدم القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة مثل المشاكل المالية وفشل علاقة ما والألم والأمراض المزمنة.
وللحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار وفرض قيود على الوصول للمبيدات الحشرية من أحد أكثر الطرق فعالية لخفض عدد حالات الانتحار سريعا، والتشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة، كذلك تقديم الدعم النفسي لطلاب المدارس، واهمية تشجيع وسائل الإعلام على نشر قصص مليئة بالأمل والإيجابية، وحث الأشخاص على التوجه لطلب المساعدة، فالحديث عن الرغبة في الانتحار لا ينبغي أن يرتبط بالعيب أو العار، وتسخير موارد الحكومات لوضع خطط استجابة وطنية لمنع الانتحار، بحسب موقع الحرة.
تلقي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة) في تقرير جديد - بعنوان "The greatest need was to be listened to: The importance of mental health and psychosocial support during COVID-19" - الضوء على الضغوط والمعاناة الهائلة التي تضعها الجائحة على كاهل المجتمعات المحلية حول العالم فقد تفاقمت في ظل هذا التفشي الوبائي اعتلالات الصحة النفسية الموجودة، وأُضيفت اضطرابات جديدة إليها، وأصبحت خدمات الصحة النفسية المتاحة أشد ندرة وتدعو الحركة إلى توفير مخصصات عاجلة وإضافية لتمويل أنشطة الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي في إطار برامج الاستجابة الإنسانية.
وقال المدير العام للجنة الدولية، السيد روبير مارديني: تسببت الأزمة النفسية المترتبة على جائحة كوفيد-19 في استفحال الكرب النفسي في نفوس ملايين الأشخاص ممن يعيشون أصلاً في قلب نزاعات وكوارث إن الآثار المجتمعة لقيود الإغلاق وانعدام التفاعل الاجتماعي والضغوط الاقتصادية توجِّه ضربات للصحة النفسية للناس وفرص الحصول على الرعاية الصحية. والصحة النفسية مهمة بنفس درجة الصحة البدنية، وخصوصًا في حالات الأزمات، حيث تكتسب الاحتياجات المتعلقة بالصحة النفسية أهمية خاصة.
يبرز التقرير أيضًا الاحتياجات العاجلة في مجال الصحة النفسية للعاملين على الخطوط الأمامية في مواجهة الجائحة، من العاملين الطبيين إلى المتطوعين والعاملين المجتمعيين والأخصائيين الاجتماعيين، والمختصين بجمع الجثامين، ووجهاء المجتمعات المحلية، وغيرهم الكثير. فقد قال ثلاثة من كل أربعة مشاركين تقريبًا - 73 بالمائة، في الدراسة الاستقصائية التي أجرتها اللجنة الدولية - إن العاملين الصحيين والمستجيبين الأوائل، الذين يؤدون مهامهم في الخطوط الأمامية، يحتاجون أكثر من الشخص العادي إلى دعم في مجال الصحة النفسية. فهم غالبًا معرضون لخطر الإصابة بكوفيد-19 مباشرةً، ويعملون ساعات طويلة، ويمرون دائمًا بحوادث مجهدة نفسيًا ويواجهون وصمًا اجتماعيًا في سعيهم لمساندة المجتمعات المتضررة من الكوارث ومن ثم يحتاجون إلى الحصول على الدعم والرعاية بما يضمن قدرتهم على مواصلة تقديم الرعاية للآخرين على نحو ملائم.
وعلّق الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي)، السيد "جاغان شاباجان"، في هذا الصدد قائلاً: "برامج الصحة النفسية من التدخلات الأقل تكلفة في الاستجابة الإنسانية، لكنها تسهم في إنقاذ حياة الأشخاص الذين هم في حاجة إليها، وتؤثر في صحتهم تأثيرًا لا يقدر بثمن وتلح الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الاستثمار في الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي لإتاحة هذه الخدمات أمام الجميع - المجتمعات المحلية والقائمين على تقديم الرعاية على حد سواء - لمساعدة الناس على مواجهة الأزمة وإعادة بناء حياتهم والتعافي".
تتضمن توصيات الحركة للدول وواضعي السياسات ومناصري الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي والعاملين في هذا المجال ما يلي، ضمان حصول المتضررين من الجائحة على خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي في وقت مبكر وبشكل مستمر، دمج الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي في جميع أعمال الاستجابة التي تلبي الاحتياجات المترتبة على الجائحة، إعطاء الأولوية لحماية الصحة والسلامة النفسية للموظفين والمتطوعين، الذين ينفذون أنشطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في وقت الجائحة، وأضاف السيد "مارديني": "أوجدت جائحة كوفيد-19 فرصة تاريخية لتحويل الالتزامات إلى إجراءات ملموسة، أما الانصراف عن ذلك فلن يؤدي إلا إلى إطالة الأزمة اقتصاديًا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
اكثر قراءة