akdak

المقالات

قسم البيئة

الزراعة العالمية: تعافي مؤقت أم نمو مستدام؟

281

ندى علي

يبذل العلماء المعنيون بالزراعة جهودا متواصلة، من أجل إيجاد السبل الكفيلة بزيادة الانتاج الزراعي، بما يتناسب والزيادة المتصاعدة في معدل سكان الارض، كذلك يحاول المعنيون تفادي الأضرار الجسيمة التي ألحقت بتربة الارض بسبب عمليات التجريف التي تتطلبها عمليات الزراعة، مضافا الى ذلك، هناك محاولات لا دخل التعديلات الوراثية على المحاصيل الزراعية من اجل زيادتها، بما يحقق نوعا من الموازاة بين زيادة عدد السكان والمحاصيل الزراعية التي يتم انتاجها ضمن مجال تحقيق الأمن الغذائي.

ولكن هناك مشكلات تعيق زراعة المحاصيل وفق التعديلات الوراثية لاسباب تتعلق بالجانب الصحي، فهناك مخاطر يمكن ـن تلحق بمن يتناول بعض الاغذية المعدلة وراثيا، لهذا كانت الدول قد سنت القوانين اللازمة التي تمنع الزراعة وفق التعديلات الوراثية، ووافقت على ذلك ضمن وحدة الاتحاد الاوربي مع ابقاء الباب مفتوحا امام الدول التي لا ترغب بذلك، بمعنى ليس هناك اجبار للدول بشأن الموافقة والالتزام باستخدام الزراعة المعدلة وراثيا، ولكن نلاحظ حتى الان ترفض بريطانيا وفرنسا هذا النوع من الزراعة.

في الهند هناك مشكلات خطيرة تتعلق باستخدام المبيدات المغشوشة، فهي تلحق الاذى الفادح بشرائح واسعة من المجتمع الهندي، ولذلك تم بذلك الجهود اللازمة التي تحد من هذه الاخطار، في الصين حدث شيء من هذا القبيل، فقد تم زراعة أراضي شاسعة بمحصول الذرة المعدل وراثيا من دون اخذ الموافقات اللازمة، والاكثر خطرا من ذلك أن هذه المنتجات دخلت السوق وتمت التجارة بها من دون سند قانوني، الامر الذي قد يلحق اضرار بالبشر.

في افريقيا القارة التي تعاني من الجفاف اصلا، هناك محاولات لتفادي مخاطر الزراعة بالتعديل الوراثي، والمعروف ان موجات الجفاف التي تضرب افريقيا تتسبب سنويا بمجاعات تقتل الملايين، لذلك تحاول المنظمات الافريقية المعنية والحكومات اتخاذ خطوات فعلية في المجال الزراعي من اجل تحقيق اقصى ما يمكن في مجال الاكتفاء الغذائي.

نكتشف من ذلك أن هناك مشكلات كثيرة تعيق الهدف العالمي المرسوم، والذي يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي، خاصة ان هناك أسباب عديدة تمنع من الوصول الى هذا الهدف، كما سبق ذكره، وهناك مشكلة تجريف التربة التي تسببت بمخاطر جمة أجهضت محاولات مضاعفة الانتاج الزراعي بسبب اختفاء الأراضي الصالحة للزراعة مع مرور الزمن.

الامم المتحدة تدعو الى الاستثمار في الزراعة لمكافحة الجوع

اعتبرت الامم المتحدة في تقرير ان تفاقم النزاعات والاحترار المناخي هما ابرز اسباب الارتفاع الكبير في معدلات الجوع عالميا في 2016 بعد عشر سنوات من انحسار شبه متواصل تقريبا، ولدعم الانتاج الغذائي في المناطق الاكثر فقرا في العالم، تدعو الامم المتحدة الى الاستثمار الزراعي لصغار القرويين بالتوازي مع الاستثمارات الصناعية الكبيرة التي تنجز حاليا، ففي العام الماضي ارتفعت نسبة الجوع مجددا حيث طال 815 مليون شخص اي 11 بالمئة من سكان الارض، حسب التقرير حول الامن الغذائي العالمي الذي نشرته ثلاث وكالات تابعة للامم المتحدة.

واعدت التقرير منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) وصندوق الامم المتحدة للتنمية الزراعية (فيدا) وبرنامج الاغذية العالمي (بام) وانضم الى هذه الوكالات للمرة الاولى صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) ومنظمة الصحة العالمية.

وافاد التقرير ان الارتفاع في اعداد الذين يشملهم الفقر، بحدود 38 مليون شخص، تعود "في جانب كبير منها الى انتشار النزاعات العنيفة والصدمات المناخية"، وبين 815 مليون شخص يعانون الجوع هناك 489 مليونا يعيشون في بلدان تشهد نزاعات.

وفي الاجمال هناك 155 مليون طفل تقل اعمارهم عن خمس سنوات يعانون من تأخر في نموهم مرده الجوع. والعدد الاكبر من هؤلاء يعيش في مناطق النزاعات، في الوقت نفسه ابدى التقرير قلقا حيال معاناة 41 مليون طفل من زيادة في الوزن ما يزيد من مخاطر الاصابة بالسمنة المفرطة والامراض في وقت لاحق.

كما اشار التقرير الى ان "فقر الدم عند النساء والسمنة المفرطة عند البالغين يثيرا القلق ايضا"، واوضح ان ذلك "سببه ليس فقط النزاعات والاحترار المناخي بل ايضا التغييرات العميقة في العادات الغذائية" والفقر المرتبط ب "التباطؤ الاقتصادي".

ومنذ العام 2005، تظهر الارقام تراجعا متواصلا للجوع (في 2005 كان هناك 926 مليون شخص في العالم يعانون الجوع). لكنها عاودت الارتفاع بشكل طفيف عام 2014 مع 776 مليون مقابل 775 مليونا عام 2013، وفي العام 2015 ارتفع الرقم الى 777 مليونا، وبالنسبة لجيلبير هونغبو رئيس "فيدا" فانه كان "من الصعب تفسير" الزيادة المسجلة بين العامين 2013 و2015، واضاف لفرانس برس "لكن في 2016 كان الارتفاع جديا حقا ويشكل ابرز مصدر قلق بالنسبة لنا اثناء السنوات ال 15 الاخيرة".

وعبر عن قلقه خصوصا ازاء التغير المناخي الذي "يزداد اثره" مع "الجفاف المستمر في الصومال واثيوبيا وشرق افريقيا"، واعتبر ان "الاستثمارات على الامد البعيد ليست كافية حتى يتمكن السكان الريفيون في المناطق النائية من العيش بفضل انتاجهم"، وتابع "يجب الاقرار بان هناك صحوة ضمير من المجتمع الدولي ازاء هذه المشكلة" لكن "انعاش الاستثمار الزراعي بشكل مستدام" مطلوب لتطوير الانتاج الغذائي.

واضاف "من المهم الاستثمار في المزارعين الصغار" مذكرا بان متوسط الارض المستغلة زراعيا في افريقيا لا يزيد عن هكتارين، ذكر بان "80 بالمئة من الانتاج الزراعي الافريقي يأتي من صغار المنتجين" الذين يتراوح عددهم بين 38 و40 مليون مزارع، وفي حين تتنافس كبريات الشركات المتعددة الجنسيات في مجالي البذور والصناعات الغذائية، على الاستثمار في افريقيا، قال هونغبو انه يتعين وجود هذين النوعين من الزراعة، وقال "الامر ليس اما هذا او ذاك (...)هناك مجال للتكامل مع كبريات الشركات التجارية"، واوضح "المسالة ليست ممارسة ضغوط على المجموعات الصغيرة لان القطاع الخاص الزراعي بات مهتما اكثر فاكثر بالاستثمار ايضا في المنتجين الصغار، المسالة تكمن في معرفة كيف يمكن اقامة شراكات مع تقاسم المخاطر"، وستطلق "فيدا" في مستهل كانون الثاني/يناير صندوق استثمار لصغار المالكين يلقى منذ الآن "اهتماما فائقا"، كما قال مدير الوكالة.

الآفات قد تكبد قطاع الزراعة العالمي مليارات الدولارات سنويا

قال تقرير إن انتشار الآفات ومسببات أمراض التي تضر بحياة النباتات قد تكبد قطاع الزراعة في العالم 540 مليار دولار سنويا، وأضاف التقرير، الذي أصدرته مؤسسة رويال بوتانيك جاردنز ومقرها لندن، أن زيادة حركة التجارة والسفر جعلا الحياة النباتية تواجه تهديدات متنامية من آفات ومسببات للأمراض ودعا إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن الحيوي، وقالت كاثي ويليز مديرة العلوم بالمؤسسة "تشكل النباتات عاملا مهما لكل جوانب الحياة على كوكب الأرض ابتداء من الهواء الذي نتنفسه حتى طعامنا ومحاصيلنا وأدويتنا"، وأضافت "إذا انتزعت عنصرا ماذا سيحدث لباقي النظام البيئي - كيف سيؤثر ذلك؟".

ودرس الباحثون أيضا السمات التي ستحدد أي أنواع النباتات ستتكيف في مواجهة آثار تغير المناخ، ووجد التقرير أن النباتات ذات الجذور الأعمق والكثافة الخشبية لديها قدرة أفضل على مواجهة الجفاف بينما الأغصان الأكثر سمكا والأعشاب الأطول يمكنها التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، وشارك في التقرير 128 باحثا من 12 دولة.

المغرب يتوقع موسما زراعيا جيدا رغم تأخر الأمطار

تتوقع وزارة الفلاحة المغربية تحقيق نتائج "استثنائية" في الموسم الزراعي الحالي "رغم الانطلاقة الصعبة التي تسمت بتأخر الامطار الخريفية"، وتقدر أرقام رسمية أعلن عنها الاثنين في افتتاح "المناظرة الوطنية للفلاحة" بمكناس (وسط) حجم محصول الحبوب "بأكثر من 98 مليون قنطار، ما يمثل زيادة بنسبة 3 في المئة" مقارنة مع الموسم المنصرم.

وتساهم الزراعة بأكثر من 15 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي كما انها مصدر دخل لنحو 40 في المئة من السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة، وأثار تأخر تساقط الامطار في بداية الموسم الزراعي الحالي 2017/2018 القلق ازاء تحقيق نتائج هزيلة وارتفاع أسعار المواد الزراعية في الاسواق المحلية، لكن هطول الأمطار في الأشهر الأربعة الأخيرة بدد هذه المخاوف، وتشير الأرقام الرسمية إلى ارتفاع احتياطي السدود من المياه إلى 9 ملايين متر مكعب حاليا، مقابل 7 ملايين متر مكعب السنة الماضية.

وظل معدل النمو في المغرب طوال عقود رهن التساقطات رغم محاولات الحكومة تنويع موارد الاقتصاد، ولم يتجاوز 1,2 في المئة عام 2016 بسبب جفاف شديد، ليرتفع في الموسم التالي فوق 4 في المئة بفضل موسم زراعي جيد.

وتوقعت هيئة الإحصاءات الرسمية في المغرب (المندوبية السامية للتخطيط) في كانون الثاني/يناير أن يبلغ معدل النمو هذه السنة 2,8 في المئة، إذا كانت نتائج الموسم الزراعي جيدة، وتصادف "المناظرة الوطنية للفلاحة" هذه السنة مرور عشر سنوات على اعتماد استراتيجية زراعية اطلقت عليها تسمية "مخطط المغرب الاخضر"، تطمح لتحسين اساليب الانتاج وعائدات صغار المزارعين.

وأوضح وزير الفلاحة عزيز أخنوش في افتتاح المناظرة أن نمو الصادرات الزراعية "ارتفع بنسبة 65 بالمئة" منذ اعتماد هذه الاستراتيجية، مشيرا الى الوصول الى أسواق جديدة مثل روسيا والصين والهند.

الجزائر تتوقع حصادا زراعيا كبيرا هذا العام

ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية يوم السبت أن الجزائر تتوقع حصادا زراعيا كبيرا هذا العام بعد هطول وفير للأمطار وأنها تخطط لتقليص مشترياتها من الشعير والقمح الصلد بشدة في عام 2020، وقال نور الدين عمراني، وهو مسؤول في وزارة الزراعة، إن وفرة مياه الأمطار في شرق وغرب ووسط البلاد ستسمح بحصاد كبير هذا العام، وبلغ حجم إنتاج الجزائر من الحبوب 3.5 مليون طن في عام 2017 ارتفاعا من 3.4 مليون طن في 2016، لكنه يقل عن أربعة ملايين طن في العام السابق، وقُدرت فاتورة الواردات في عام 2017 بنحو 2.7 مليار دولار، وقال عمراني أيضا إن الجزائر ستحقق الاكتفاء الذاتي من الشعير وستنتج 90 بالمئة من حاجاتها من القمح الصلد بحلول عام 2020، وتقدر المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الحبوب في الجزائر بنحو 3.5 مليون هكتار ويبلغ متوسط الإنتاج 17 قنطارا للهكتار وفقا للبيانات الرسمية.

دول الاتحاد الأوروبي تصوت ضد زراعة محاصيل معدلة وراثيا

صوتت غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين ضد السماح بزراعة محصولين جديدين من المحاصيل المعدلة وراثيا في أوروبا مما يعيد القرار الجدلي بشأن زراعة هذا النوع من المحاصيل في أوروبا إلى المفوضية الأوروبية.

وطُلب من حكومات دول الاتحاد الأوروبي التصويت على مستقبل نوعين من الذرة المعدلة وراثيا تنتجهما شركتا بيونير وسينجينتا ويقتلان الحشرات عن طريق إنتاج مبيداتهما الحشرية الخاصة ويقاومان أيضا نوعا من الأعشاب الضارة.

غير أن الأصوات المعارضة لهذا القرار لم تكن حاسمة بدرجة تكفي لمنع زراعة المحصولين نظرا لأن المعارضة لم تمثل "أغلبية مؤهلة" التي تشمل أيضا الدول التي تشكل ما يصل إلى 65 بالمئة على الأقل من عدد سكان الاتحاد الأوروبي.

كما طُلب من الحكومات أيضا تحديد ما إذا كان سيتم تمديد السماح بزراعة نوع من الذرة المقاوم للحشرات تنتجه شركة مونسانتو التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية ويزرع في إسبانيا بشكل أساسي لكن عددا من البلدان الأخرى تحظره.

وكان عدد البلدان المعارضة لذلك أكبر من المؤيدة لكن التصويت لم يعتبر حاسما أيضا، وقالت المفوضية الأوروبية إن النتيجة تعتبر "لا" مما يعني أنها ستضطر للتدخل لاتخاذ قرارات بشأن المحاصيل المعدلة وراثيا التي حصلت على موافقة الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء، وأضافت أن 17 من دول الاتحاد الأوروبي استخدمت عبارة تمكنها من اختيار عدم زراعة هذه المحاصيل على أراضيها إضافة إلى دولتين رفضتا زراعة هذه المحاصيل في أجزاء من أراضيها، وحتى نهاية العام الماضي تمت الموافقة على 55 من المحاصيل المعدلة وراثيا للاستيراد كعلف وغذاء في أوروبا. وبرغم اعتمادها للاستهلاك الآدمي إلا أن المحاصيل المعدلة وراثيا تستخدم فعليا كعلف للحيوانات، وكشفت التقييمات العلمية المتكررة للاتحاد الأوروبي أن المحاصيل المعدلة وراثيا آمنة على البشر والبيئة مثل المحاصيل التقليدية لكن معارضة المستهلكين لهذه التكنولوجيا في أوروبا لا تزال قوية.

أكثر من 82 % من الأميركيين يشترون بانتظام أطعمة عضوية

يشتري نحو 82,3 % من الأميركيين بانتظام أغذية عضوية، على ما أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد نيلسن لحساب منظمة التجارة بالمنتجات العضوية، فيما تتخطى النسبة في بعض ولايات الغرب الأميركي 90 %.

وسجلت النسبة ارتفاعا بواقع 3,4 نقاط مقارنة مع العام 2015، غير أن "اورغانك ترايد اسوسييشن" (او تي ايه) لا تملك أي بيانات مشابهة أقدم، على ما أفادت المنظمة وكالة فرانس برس، وأجريت الدراسة على مئة ألف أسرة تقيم في 48 من الولايات الأميركية الخمسين مع استثناء هاواي وألاسكا، ويتعين على الأطعمة العضوية الاستحصال على ترخيص من وزارة الزراعة الأميركية.

وأكثر الولايات الأميركية شغفا بالأطعمة العضوية هي واشنطن حيث يشتري 91,6 % من السكان باستمرار أطعمة تحمل علامة "أورغانك" (أغذية عضوية)، كذلك تتخطى النسبة في ولاية عدة في الغرب الأميركي بينها كاليفورنيا وأوريغن ووايومينغ وكولورادو 90 %، في المقابل، أقل الولايات استهلاكا لهذه المأكولات موجودة في وسط الولايات المتحدة الغربي حيث تتركز أكثر المناطق الزراعية في البلاد. بحسب فرانس برس.

وتحتل ولاية داكوتا الجنوبية المركز الأخير مع 68,9 % من الأشخاص الذين يشترون بانتظام أطعمة مشتقة من الزراعة العضوية، وبلغت ايرادات الزراعة العضوية في الولايات المتحدة 39,7 مليار دولار سنة 2015 في ارتفاع نسبته 11 % مقارنة مع العام السابق. وهذا يمثل حوالى 5 % من المبيعات الاجمالية للأطعمة خلال الفترة عينها بحسب منظمة "او تي ايه".

الطباعة بالابعاد الثلاثة في خدمة مزارعي بورما

غالبا ما يفتقر المزارعون البورميون للكهرباء والجرارات الزراعية، غير أنهم باتوا ينعمون حاليا بتكنولوجيا متطورة جديدة هي الطباعة بالابعاد الثلاثة تسمح بتصميم معدات على الطلب، فبعد خمسة عقود من العزلة خلال حكم المجلس العسكري السابق، عاش المزارعون في البلاد وهم من الاكثر فقرا في اسيا في منأى عن كل الابتكارات. غير ان البعض قرروا الاسراع في تعويض ما فاتهم.

وفي موقع صناعي في جنوب رانغون، كبرى مدن بورما، تعمل شركة "بروكسيميتي ديزاينز" الاجتماعية مباشرة مع المزارعين، ويقول مصمم المنتجات تاييي هاريموتو في مشغله المليء بالابتكارات "نريد صنع أشياء تعجب المزارعين، نريدهم أن يقولوا عند فتح الحزم الخاصة بهم + هناك من خصص بعضا من وقته للتفكير في المنتج استنادا الى تجربتنا+"، وقد استخدمت الطابعة، وهي مكعب اسود اجوف صغير مع ابرة في الداخل متصلة بجهاز كمبيوتر، لصنع قطع تستعمل في نظام الري وأخرى في مضخة تعمل على الطاقة الشمسية.

ويسمح استعمال نماذج بلاستيكية بتحسين الرسوم التخطيطية لقطع اكثر تعقيدا وتقليص عدد التنقلات ذهابا وايابا والتي تكلف في كثير من الاحيان الاف الدولارات، بعدها، ترسل إلى مصانع في الخارج حيث يتم إنتاجها بكميات كبيرة.

النرويج تنفق 13 مليون دولار لتطوير قبو بذور يوم القيامة

قالت الحكومة النرويجية يوم الجمعة إنها تعتزم إنفاق 100 مليون كرونة نرويجية (13 مليون دولار) لتطوير (قبو بذور يوم القيامة) الذي بني على جزيرة في القطب الشمالي قبل 10 سنوات لحماية الامدادات الغذائية في العالم.

ويعمل قبو البذور العالمية سفالبارد بمثابة مجمد طبيعي عميق لدعم البنوك الجينية في العالم في حالة وقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي. ويضم القبو نحو 900 ألف عينة من البذور.

وقالت وزارة الزراعة فى بيان إن التجديد سوف يشمل ”بناء نفق وصول جديد مصنوع من الخرسانة وكذلك مبنى خدمات لإيواء وحدات للطاقة والتبريد الطارئة وغيرها من المعدات الكهربائية التي تنبعث منها الحرارة عبر النفق“.

وأدى الذوبان غير المتوقع للجليد الدائم التجمد إلى تدفق بعض المياه إلى مدخل النفق المؤدي إلى القبو في أواخر عام 2016. وقالت النرويج قبل نحو عشر سنوات إنها أنفقت 9 ملايين دولار لبناء هذا المرفق.

وفي عام 2015، انسحب باحثون لأول مرة من القبو بعد أن دمرت الحرب الأهلية في سوريا بنكا للبذور بالقرب من مدينة حلب السورية. وتمت زراعة البذور وإعادة إيداعها في قبو سفالبارد العام الماضي، وقال وزير الزراعة جون جورج ديل فى بيان ”هذا يدل على أن قبو البذور هو تأمين عالمي لتوفير الإمدادات الغذائية للأجيال القادمة“.

"من المزرعة إلى المائدة".. متجر في بلجيكا يزرع منتجات على السطح

يبيع متجر في بروكسل منتجات يزرعها فوق سطحه ويجنيها قبل ساعات فقط من بيعها، محاولا إيجاد أقصر سلسلة إمداد ممكنة.

وقالت سلسلة متاجر دلهيز البلجيكية التابعة لشركة أهولد دلهيز إنها أطلقت مشروع ”المزرعة الحضرية“ لتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين المهتمين بشأن مصدر الغذاء والمعنيين بالطعام الصحي.

وقالت ماري دلفولكس العاملة بالمتجر ”يتم حصد المنتجات في الثامنة صباحا وبعد ساعة واحدة تكون على أرفف المتجر“، وتولد الحديقة، المقامة على سطح مساحته 360 مترا مربعا، كذلك الكهرباء التي تحتاجها بشكل مستدام عن طريق ألواح شمسية وعن طريق سحب الحرارة من مبنى المتجر.

وتعمل المزرعة، التي أنتجت هذا العام الطماطم (البندورة) والخس والفراولة، على مدار العام ويمكنها تحمل شهور البرد القارس بفضل صوبات زراعية، لكن زراعة حديقة فوق سطح في مدينة أمر لا يخلو من التحديات. فالمنتجات قد تهلك بسهولة بسبب غياب التنوع الحيوي الذي يحد من أضرار الحشرات كما أن هناك أيضا مسألة الثقل الزائد على المبنى.

ولا تنتج الحديقة، وهي الأولى من نوعها لدى سلسلة متاجر دلهيز، في الوقت الراهن سوى نسبة ضئيلة من احتياجات الإمدادات لكنها ستكون اختبارا لتوسعة البرنامج ليشمل متاجر أخرى.

قرية فلسطينية تسعى أن تكون نموذجا للزراعة العضوية

تسعى قرية فرخة الفلسطينية الواقعة على تل تكسوه أشجار الزيتون وسط الضفة الغربية أن تكون نموذجا ومصدر إلهام لقرى أخرى بشأن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وإنتاج المحاصيل الزراعية بدون استخدام المواد الكيماوية.

واختار نشطاء من القرية جانب تل من أراضيها وبدأوا قبل سنوات العمل على استصلاحه وزراعته بأشجار اللوز والتين والمشمش والخوخ والحمضيات والخضر فضلا عن النباتات الطبية وأطلقوا عليها مزرعة (قمر البلد).

وقال بكر حماد الناشط البيئي في قرية فرخة ”هاي المزرعة قمر البلد مزرعة بيئية تعليمية تشرف عليها جمعية المهندسين العرب بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات في القرية“، وأضاف في مقابلة مع رويترز فيما كان يعمل إلى جانب عدد من المتطوعين في المزرعة ”هذه المزرعة نموذج للزراعة البيئية وإحدى مكونات قرية فرخة البيئية“.

وأوضح حماد أن قرية فرخة انضمت قبل سنوات إلى شبكة القرى البيئية العالمية لتكون بذلك أول قرية فلسطينية تنضم إلى هذه الشبكة، وقال ”هذه المزرعة ممولة من أصدقاء فرنسيين وسويسريين والعمل فيها تطوعي تعاوني بين مزارعين ومزارعات ... يتم العمل هنا في هذه المزرعة لإثبات للمزارعين والزائرين والطلبة أنه ضمن أقل الإمكانيات والموارد والاعتماد على الموارد الطبيعية باستطاعتنا أن نعمر الارض“.

ويمكن لزائر المزرعة أن يشاهد أيضا إنتاج غاز الميثان من المواد العضوية فضلا عن استغلال الطاقة الشمسية وبئر لجمع مياه الأمطار، وإمعانا في الاعتماد على البيئة، تنتج مزرعة قمر البلد الخبز بطريقة تقليدية قديمة باستخدام موقد من الطين يعمل بالحطب. ويمكن لزوار المزرعة تذوق الخبز مع زيت الزيتون والزعتر.

* ”خطة طموحة“ وقال حماد ”هاي الأرض من 50 سنة لم تزرع ولكن بجهود بسيطة وقوة عمل لا توصف قمنا بإقناع المزارعين بجدوى الزراعة البيئية التي يجب أن نعود إليها“، وأضاف أن الهدف من التنوع في زراعة الأعشاب الطبية أنها تلعب دورا كبيرا في مكافحة الحشرات والآفات وبالتالي لا تكون هناك حاجة لاستخدام المواد الكيماوية.

ويطمح حماد إلى أن يتمكن خلال السنوات الثلاث المقبلة من استصلاح كل مساحة الأرض البالغة 15 دونما (15000 متر مربع)، وقال ”بدأنا من 2015 (في زراعة الأرض)ونحن مستمرون. لدينا خطة طموحة.. هذه الارض مساحتها 15 دونما متوقعين خلال 3 سنوات أن تكون كلها مزروعة و لتكون محطة لتبادل الخبرات المحلية الدولية“.

واستفاد سكان القرية من تجربة الزراعة البيئية وعملوا على إنشاء حدائق في منازلهم وزرعوها بالخضر والحمضيات. وهناك حتى الآن 15 حديقة منزلية تمثل نماذج للزراعة البيئية في المنازل تحت شعار ”أنت تصنع غذاءك .. أنت تصنع حريتك“.